|
الناس مصدومة حد الذهول لما يجري في عدن لا أحد يجد مبررا لذلك؟
الأفعال غريبة وشاذه والأكثر غرابة ان لا سبب اطلاقا يدعوا لهذه الهستيريا ضد عمال البناء والبسطات والمطاعم والبو فيات
يومين من الفوضى العمياء انتجت شوارع خالية كأن عدن دخلت في موت سريري فالمطاعم والبوفيات والبقالات والأسواق مغلقه والشوارع خالية والحركة ميتة فالحياة يديرها هؤلاء البسطاء والعامة الذين يمتلكون همة ونشاط منقطع النظير وهو ما يجب أن يكافؤوا لا أن يعاقبوا على جرائم غيرهم فالقريب والبعيد يعلم أن لا دخل لهم وأكثرهم إدراكا لهذه الحقيقة هم الذين يعتدون عليهم ويدفعوهم إلى بوابير الترحيل العشوائي
سيتحمل ابناء تعز واب وسواهم كل هذا العبث فهم أكثر من غيرهم يدركون المكايد والملابسات ويومنون بأنها سحابة سوداء عابرة تعبر عن مرض خبيث سينتهي و لا علاقة له بالحياة بل بالموت كما أنها تمثل اعتداء على عدن الحج وحضرموت وأبين مثل ماهي اعتداء على تعز واب والحديدة وكل الوطن
ردة الفعل الشعبي كانت قوية وعارمة خاصة في الأوساط الشعبية والسياسية والثقافية الجنوبية
وبرز الكاتب فتحي بن لزرق مكافح عنيد ومحامي بارع لقضية وطنية حساسة مع كتاب ومثقفون وسياسيون كثر على رأسهم ياسين سعيد نعمان وعلي ناصر محمد وتبعهم بقية الفاعلين في الفن والرياضة والسياسة اضافة الى غضب شعبي في المحافظات الجنوبية وعدن ظهر ذلك في تحركات الشيخ ودار سعد وفي حصر الحدث في عدن حيث بقت بقية المحافظات سليمة وآمنة ومستنكرة
وعمل محافظو هذه المحافظات ومسوليها دورا بارزا في ضبط الواقع الذي يتناغم مع إرادة ورغبة ابناء المحافظات الجنوبية الذين استشعروا أن ما جرى من هستيريا وطرد وترحيل على خلفية مناطقية هي بالأساس ضربة موجهة ضد الجنوب وعموم الوطن وانها أخطر عليهم من صاروخ الحوثي بل بدت وكأنها متممة له ومحققة لأهدافه.
استنكار وغضب الشارع وتحديدا الجنوبي اربك المخططين والمشرفين لعملية التجريف الظالم للبسطاء وعامة الناس ربما بهدف التغطية على الحدث والذهاب بالناس بعيدا عن غبار الانفجار او لأهداف مرسومة مسبقا تتعلق بتخريب النسيج الاجتماعي وإيجاد ما يشبه حرب مناطقية شمالية وجنوبية وهناك من كان ينتظر ردة فعل مشابهة في المحافظات الشمالية لتكتمل الزفة وتتم المؤامرة ة على الجنوب والشمال وهو أمر مستحيل اصطدم بوعي الناس وقوة روابط الوطن الواحد والدم الواحد والمصلحة الواحدة
وبفضل هذا الوعي والتنديد الشعبي رأينا وسنرى تراجعا كبيرا مع محاولات تبرير وتحميل مجهول جرم الحدث وسيظل مجهولا وغائبا بفعل هذا الوعي وهو أمر جيد ونتيجة توكد أن لا أحد يستطيع تغير روح اليمني وسجيته وما يجب فعله هو دراسة الحدث وما ورائه جيدا لاستخلاص الدروس وايقاف دورات العنف والفوضى العدمية التي تحرك طواحين الفتنة وتضيع معها العقول ليتسنى إمكانية تنفيذ التدمير الذاتي للشعب وبدون خسائر أو تكلفة.
وسنرى أن ما قبل هذا الجنون يختلف عن ما بعده لصالح العقل الوطني الحافظ لهوية الوطن وروحه ونسيجه من التفتت والاختراق والاحتراق
احمد عثمان
في الإثنين 05 أغسطس-آب 2019 12:32:22 ص