|
في المدن المتحضّرة , ارتفاع الأسعار يخلق ثورة , أمّا في صنعاء فتخلق طوابير فحسب , طوابير تبعث اليأس والضيق والأزمة , هكذا عهدناها ..
أزمة خانقة , لكن لا ردّة فعل تذكر , ليس ثمّة غضب يُنهيها ويضع حدًا للمهزلة ..
أزمّة طاحنة يُقابلها فتور وانهيار معنوي , ويكأن المواطنين أصيبوا بشللٍ أعاقهم من مجرّد الحركة أو التفوّه !!
للأسف , في صنعاء يواجَه الاستبداد بالرضوخ له , وبدلًا من الانتفاضة في وجه المليشيا نلحظ رفد جبهاتها بأكثر عدد من الأطفال ..
ما تعيشه صنعاء من ارتفاع لأسعار المشتقات النفطية , التي أضحت من ضروريات الحياة , كفيل بخلق انتفاضة تكتسح العصابة الحاكمة اللامبالية بما يعانيه المواطن ..
سعر دبّة البترول تجاوز 8000 آلاف ريال , في حين وصل سعر اسطوانة الغاز إلى 6000 آلاف ريال , دون ردّة فعل تذكر , وكيف لمن ارتضى الذل والهوان أن يُسجّل موقفًا مُشرّفًا على حائط الحياة , ولو مطالبًا برغيف خبز !!
الحوثية أسوأ كارثة عاشتها اليمن !!
تهدم أوطانًا لتبني فِللًا فخمة لكبار قناديلها ..
هي عصابة لا تُجيد حلّ المشكلات , بل إنّها مُبهرة في افتعالها من العدم ..
ليس من أهدافها خدمة المواطن وتوفير لُقمة عيشه , هي تقتل الإنسان فحسب ..
ليس في قواميسها السوداء دعوة للسلام , هي بارعة في التخريب والترهيب وتمتلك خبراء في الإبادة والقصف العشوائي ..
لا تصنع خبزًا , تُصدّر زوامل فحسب ..
الوضع في صنعاء يستوجب ثورة غضب شعبية , لكن المؤسف أنّ الأحرار مخفيّين قسّرًا في زنازين الانقلاب !!
في الجمعة 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 09:34:34 ص