|
ورقة قدمت في ندوة أقامها التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة الضالع -7 اكتوبر 2017م بمناسبة الذكرى ال54 لثورة 14 اكتوبر1963م
مسألة الارتباط والتكامل، لم تعد قضية يستوجب التأكيد عليها لأن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ما كان لها أن تتحقق وتنتصر وتواصل الانطلاق نحو الآفاق والمستقبل لولا وحدة الصفوف في كل المراحل ومن داخل كل المدن والقرى في ربوع اليمن شمالا وجنوبا.
وكان يتم التواصل والتعاون بكل إخلاص حتى أحيانا دون اتفاق مسبق على اي هدف سوى السعي للانعتاق من الحكم الاستبدادي الامامي والاستعمار البريطاني.
لقد شهدت السنوات الاولى من القرن المنصرم انطلاق حركات تمرد شعبية عفوية وانتفاضات في العديد من المناطق سواء في ثورة الفلاحين بمنطقة المقاطرة او في انتفاضة الصعيد والصبيحة والضالع بالجنوب او في ثورة الزرانيق المشهورة او خلال مسيرة الزحف التي وقعت في مدينة عدن في سبتمبر 1962م او غيرها من أشكال التمرد الشعبي ضد حكم الائمة والاستعمار.
وإذا كانت تلك الأشكال من الثورات قد تمت في مراحل مختلفة إلا أن أهم ما كان يجمعها ويربطها وحدة الهدف والترابط،والتكامل ووحدة المناضلين كانت قائمة ومتواصلة طالما استمر الظلم والطغيان الإمامي والاستعمار البريطاني.
وكان قيام وانطلاقة وانتصار الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م هو اول شكل للترابط والتكامل للثورتين، فقام وتأسس من وحدة وتلاحم صفوف الثوريين اليمنيين من كل مناطق اليمن يتقدمهم ثوار الجنوب في مدينة عدن والضالع والصبيحة ولحج وغيرها فأصبحت صنعاء وتعز والبيضاء وقعطبة وإب مراكز انطلاق وسند لثورة 14 اكتوبر.
وبهذا احتضنت ثورة 26 سبتمبر وقيادتها رجال وثوار 14 اكتوبر وشكل هذا تلاحما ثوريا صلبا كانت نتيجته جلاء الاستعمار البريطاني من ارض الجنوب في 30 نوفمبر 1967م. على هذه القاعدة واستنادا الى هذه الحقائق نلمس الترابط بين ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 اكتوبر.
فثوار الجنوب هبوا لنصرة 26سبتمبر ومقارعة أعدائها في الداخل، وثوار 26 سبتمبر سخروا كل إمكانات المادية والمعنوية لنصرة ثورة 14 اكتوبر ومشاركة إخوانهم في الجنوب قتالهم ضد الاستعمار البريطاني.
وما أحوجنا اليوم لمواصلة المسيرة النضالية ورص الصفوف للدفاع عن الثورة والجمهورية التي ضحى من اجلها شعبنا وقدم خيرة الشباب للتخلص من الحكم الإمامي الرجعي المتخلف وطرد الاستعمار البريطاني من ارض الجنوب.
وما أحوجنا الى الوقوف صفا واحدا أمام الانقلاب الطائفي السلالي التي قامت بها عصابات الحوثي وأنصار المخلوع صالح في 2014م .
وأحب أن يعلم شباب هذا الجيل عليهم ان التقدم والحرية والكرامة لا يمكن ان تتحقق الا بالدفاع عن الثورة والجمهورية لأنهما البوابة الكبرى للدخول الى هذا العصر ومتطلباته وهذا الزمان ومتغيراته.
وادعوا القوى السياسية والأحزاب وكل الشباب للوقوف مع السلطة الشرعية لإسقاط الانقلاب والعودة الى المسار الطبيعي في النظام السياسي التعددي والتداول السلمي للسلطة في يمن ديمقراطي اتحادي مزدهر.
في الإثنين 16 أكتوبر-تشرين الأول 2017 01:28:29 ص