|
في وسط نقاش ثنائي , فاجأني سؤالُه !, كم تستلم من حميد الأحمر ؟ . قلت : لا أستلم شيئا . قال : ومن الزنداني ؟ . قلت : لا منه , ولا من غيره . قال : دوخت بنا في كتاباتك ! وكل ذا بلوشي . بلا زنط ! أعترف ويهنأ لقلبك . قلت : صدقني هذه الحقيقة . وأزيدك معلومات , لعلك تدرك بها جوهر رابطنا .
ـ خلال 10 سنوات نشر لي موقع ( مأرب برس ) أكثر من 200 مقال . و( عدن الغد ) ما يقارب 100 مقال , ومقالات عدة نشرتها مواقع أخرى . بينما نشر لي موقع ( الإصلاح نت ) مقالين , و( الصحوة نت ) 3 أو 4 مقالات فقط .
ـ ونشرت عدة صحف عددا من مقالاتي . ولم تنشر صحيفة الإصلاح ( الصحوة ) أي مقال .
ـ وحاليا لست في موقع قيادي ولا مركز إداري في الإصلاح , ولست مستفيدا من أي مؤسسة له صلة بها .
ـ ولست موظفا حكوميا ولا ولدي , ويتوظفون وأبناؤهم عند كل درجة وبديل . وحتى تكليفي بمسمى " مدير أوقاف شبوة " كان لفتة أخوية من المحافظ / أحمد حامد لملس , وليس لهم اليد الطولى فيه . ثم استقلت , بلا تثبيت وظيفي . وأنا أيضا لا .... . فقاطعني بحدة : وعادك تمدح فيهم !. لو أنا مكانك , والله ما أجلس لهم ساعة . قلت : لن يحدث هذا , أتعلم لماذا ؟ .
ـ لأننا لم نأتِ للإصلاح إعجابا بمكانة شخصياته وقادته , ولا متأثرين بهالة علمائه ودعاته . ولا حبا في شهرة وفخر , ولا سعيا وراء مركز ونفوذ , ولا طمعا في ثروة ودنيا . إنما أتيناه حبا لدعوة سامية , وأهداف فاضلة , ورؤية شاملة , تنبع أصول مرجعيتها , ورسالة تعاليمها , ووسائل تعليمها من كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) . وعنها , ولها ـ مخلصا ـ أكتب مدافعا وممجدا , لا عن شخصيات وقيادات , ولا لسلطة وهبات .
ـ ولأننا في ظل حماسنا للعمل من أجل الإسلام , قرأنا كثيرا , وبحثنا جيدا عن جماعة نأتيها , فوجدنا في رسالة الإصلاح شمولا , وفي مفاهيمها سموا , وفي أهدافها واقعية . وفي وسائله فاعلية , وفي تعليمه منهجية , وفي فكره وسطية . ووجدناه يملك أعمق وأقوى مما لدى غيره , من الفهم الواسع , والتنظيم القوي , والتخطيط السليم , والكادر المؤهل , وعصرية المؤسسة , وثراء التجربة .. فهو امتداد لحراك دعوي شامل , عمره اليوم تسعة عقود .
ـ ولأننا نملك أصولا وضوابط وأخلاقيات . نتقيد بها , فتقيد هوانا وشططنا , ونحافظ عليها , فتحفظ صفنا وأخوتنا . ولدينا قراءة عميقة لكل حدث , وقرارات سديدة لكل وضع , تعتمد على دراية بالمصالح والمفاسد , وبالقدرة والوسع والاستطاعة , فلا يجرفنا الحماس للتمرد والتخبط , ولا تأخذنا العاطفة للعجز والفشل , ولا يؤدي بنا الخلاف للتشظي والتفكك . ولا نلعن مسلما موحدا خالفنا , ولا نقذف بالخيانة من فارقنا , ونصبر على ظلم الطغاة , ونتحمل أذى السفهاء . ونمتص الصدمات بوريد الاحتساب , ونتجاوز المحن بروح الثقة , ونواصل العمل بزاد التجرد . وخلال مشوارنا كنا ـ تعبدا لله ـ أئمة فقه التنازلات فيما يخصنا سياسيا وتعليميا واقتصاديا واجتماعيا ودعويا , من أجل درء مفسدة وفتنة , وجلب خير وسلام .
ـ فلا تحدثني عن فلان وفلان وعن تصرفاتهم وهفواتهم , وعن تفريطهم وإفراطهم . فالبشر يتفاوتون , حدثني عن منهج ونهج ومنهاج , يفوق ما ذكرته لك . وأعدك أن أتيه تاركا الإصلاح ورائي . وبيني وبينك , عادنا بأوفر الاشتراكات . وهنا أنتفض صارخا ومطبقا على فمي : وعادك تدفع لهم اشتراكات ! . بس خلاص , جبت لي الغاثي . وسكت برهة , ثم استعاد وضعه المعتاد , واعتلت وجهه ابتسامة خبث أيدلوجي وهو يقول : على غيري !! قال لا يستلم بيسة ولا هريسة . هيا أدفع حق السندويتش والعصير من صندقة حبيبك حميد ! . وبطلوا مداهفة يا خونجية !. وافترقنا .!.
في الثلاثاء 19 سبتمبر-أيلول 2017 06:30:38 م