الاحتلال .. بين "الولاية" و"الهيكل"!
حسين الصوفي
حسين الصوفي
    

الأغبياء هم أولئك الذين يسمحون لوعيهم أن ينجر إلى نقاش ولو كان افتراضياً حول أكذوبة "الولاية"، هذه بكل بساطة فكرة واسعة ومدخل كبير لهدم قيم الإسلام الكبرى. إنها النسخة "الشيعية" التي تتطابق مع الفكرة الأم التي دشنها مؤسس الصهيونية هرتزل لاحتلال القدس، لقد بحث "تيودور هرتزل" عن فكرة تنسف معتقدات اليهود التوراتية وتشرعن له قيادتهم إلى المحارق واستخدامهم لتنفيذ خطة قادة أوروبا الذين هيأوا له اجتماعاً في مؤتمر بال 1897م في سويسرا، وأعلن لليهود فكرته لتأسيس دولة اليهود تقوم على فكرة "الهيكل"!

الهيكل فكرة صهيونية تسعى لتحويل الصراع في فلسطين من صراع حقوق واحتلال وانتهاك وظلم ومجازر، تريد أن تغطي به على عقول اليهود بأنه صراع ديني إلهي، وأنه ليس عليهم في الأميين سبيل!

***

الهيكل طمس معالم الدين اليهودي وخلط العقيدة التوراتية، وحول اليهودية إلى خرافات واليهود إلى قطيع خرفان تديرهم عصابات، ومن يتابع التغطيات اليومية للصحف العبرية سيكتشف حجم الصراع بين تلك العصابات التي تستغل الخرافات والخرفان لتنفيذ أجندتها باسم الإله.

هناك برنامجان في قناتي القدس والأقصى تترجم ما يكتب في الصحف العبرية!

والهيكل أقوى فكرة تقوم عليها أكذوبة (دولة إسرائيل)!، ولولا فكرة الهيكل لتبعثر حلم هرتزل وانتهى.

لقد أسس بعض اليهود "حركة السلام الآن" تسعى لتحقيق مبادئ إنسانية، لكن فكرة الهيكل طغت على وعي اليهود وانتصر هرتزل على الدين التوراتي!

 

***

 

كان لا بد من الحديث عن "تيودور هرتزل" كمؤسس لأكبر أكذوبة هدمت ديناً وقضت على عقيدة وحولتها إلى خرافة لتحقيق غرض واحد هو "الاحتلال"!

هذا هو ما يجري بالضبط لأطماع إيران التوسعية في المنطقة؛ حيث تحقق نفس أهداف هرتزل، بالقضاء على العقيدة الإسلامية وتحريف الدين الإسلامي وتحويله إلى مجرد خرافة الولاية!

***

وكما فعل الصهاينة يفعل الإيرانيون ومليشياتهم؛ يكذبون على الله الذي قال: {إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}، استبدلها اليهود ب {نحن أبناء الله وأحباؤه}، واستبدلها الإيرانيون ب "من كنت مولاه فعلي مولاه"!

***

ومن أخطر ما تفعله فكرتا الهيكل والولاية أنهما يستبدلان الأصل بالخرافة، ويحشدان النصوص لتوظيفهما لما يريدون؛ فعندما يتحرك الصهاينة بفكرة الولاية يبنون مستوطنات ويحتلون مزيداً من الأراضي، وتسكن هذه الأراضي فئة من الصهاينة الأوروبيين، أما بقية اليهود فهم في أحقر الأماكن والطبقات. تابعوا سلسلة وثائقيات "إسرائيل من الداخل"، وهي ذات المناسبة التي يستغلها الحوثيون وكل مليشيات إيران، ترفع الأحاديث في المناسبات ثم تحتل مزيداً من المؤسسات.

ليلة أمس كان الحوثي يكذب على الخراف، وأصحابه يصدرون قرارات للسيطرة على "مستوطنات"؛ أعني مؤسسات جديدة، كالقضاء والتأمينات وغيرها!

 

***

أما حكاية الولاية فمن أجمل ما قرأت هذه الأيام منشور لصديق يتحدث "ساخراً" أن أغبى "أهل البيت" أبو جهل وأبو لهب، حيث حاربوا النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنهما ظنا أن الإسلام دين مبادئ وليس دين ولاية".

***

ولكي تتضح الحكاية من أصلها، ويفهم أغبياء أهل السنة والمسلمون عموماً حكاية "السلطة في الإسلام" أنصح بقراءة كتيب "السنة السياسية .. مبادئ بناء السلطة وأداؤها" للمفكر العربي الكبير الدكتور محمد الشنقيطي، وقد قمت بتلخيصه قبل عامين في موقع يمن مونيتور، وسأعود بنشر الملخص في صفحتي لمن أراد المتابعة مع أن تحميل الكتيب من النت لن يأخذ منك وقتا ولا جهدا!

والكتاب يتحدث عن القيم الكبرى لتنظيم الوصول إلى السلطة في الإسلام، وهي ما سماها "بناء السلطة"، وبعد بناء السلطة هناك مبادئ سماها ب "أداء السلطة" من أرقى نظريات الحكم في العالم تقوم على التراضي والأهلية "القوي الأمين"، والشورى والعدالة والمساواة ودور محوري للمرأة وعزل الحاكم عند مخالفة القيم وأن الحاكم "أجير" لا أمير وغيرها!

 

***

أيها الصهاينة الجدد: خلافنا معكم هو من أجل المبادئ الإسلامية النقية، فأنتم من انقلب على الدولة والحوار والدستور وفجرتم المنازل والمدارس والمساجد ودور القرآن، وقتلتم القادة والضباط وأعدمتم الشرفاء ونهبتم المعسكرات وقمتم بكل قبيح، ما علاقة علي بن أبي طالب بقتل المواطنين؟! وما علاقة علي بالمختطفين في السجون؟!

وما علاقة علي بالعمارات والأراضي والفلل وتجارة المخدرات في البردقان؟!

يا أحفاد هرتزل: نحن أحفاد الزبيري ونعمان وعلي عبد المغني والثلايا ولبوزة وكل الأحرار، وعنوان الصراع بيننا وبينكم بكل بساطة هي الثورة والجمهورية!

لا تهربوا إلى الولاية ولا غريمنا علي ولا لنا دخل بخلافات الماضي، لم يغتصب الدولة غيركم وأنتم من فجر البيوت والمساجد ونهب الثروات والأموال وستجرفكم أمواج أبطال سبتمبر الثائرة كما جرفت آباءكم الأوغاد من قبل!

ولولي لش ولولي..

#الولاية-والهيكل


في الأحد 10 سبتمبر-أيلول 2017 05:03:44 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.com/articles.php?id=186