تعز أمامها جبهات تتدفق إليها مليشيا الحوثي والمخلوع ، معززة بمختلف الأسلحة الثقيلة ، و نداءات النكف المتكررة سرا وعلنا، وخطابات المخلوع بين حين وآخر والتي تطفح حقدا وانتقاما ، ناهيكم عن حقد حبيس الكهف ، الذي لا يرى في اليمنيين أجمعين ( الزنابيل) غير عبيد متمردين ، بل و حتى الهاشميين؛ فهم لديه مراتب و درجات ، منهم الصديق ، و أكثرهم الخصوم في نظره .
وفي تلك الجبهات التي تتدفق لها المليشيا التابعة للحوثي و المخلوع ، يقف رجال أبطال ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، يصنعون البطولة في الميدان ، بالعراق و الدم ، دفاعا عن هوية و عرض و كرامة و استعادة دولة .
هؤلاء في كل الجبهات ، و على امتداد الأرض اليمنية ، هم نجوم الفعل في الميدان ، و أبطال المواجهات في الجبهات ، الذين هم علامات البطولة الميدانية ، لكل الأحرار ، و هم في الجبهات مثلهم مثل النجوم في السماء ( و علامات و بالنجم هم يهتدون) .
حول هؤلاء و في فلكهم تدور تعز ، بل و تدور اليمن ، و ليس لتعز أن تدور في فلك آحاد الأفراد ، ممن يصطنع البطولة أو يتصنعها و فق سيناريو يجهد نفسه في إعداده و طبخه ، أو من خلال مسرحية يعدها تأتي خداجا بعد وقت طويل أضاعه على نفسه فيها ، لو أنه وفر ذلك الوقت أو سخره في زيارة جريح من جرحى الجبهات، أو بذل جهد خفيف في تقديم شيئ يسير للأبطال في المتارس و المواقع ؛ لكان أنفع له من استجداء البطولة ، بمسرحيات هزلية ، أو في التخيل بمصارعة طواحين الهواء :
و إذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن وحده و النزالا
البطولات مواقف ، هي من تكشف عن نفسها ، و لا تحتاج إلى (طبل) للإعلان عنها ، فالأعمال البطولية هي من تستلفت الأنظار ، دون إعلان أو عمل دعائي .
و لذلك فإن تعز لن تدور في فلك الآحاد من الناس ، مهما بكى أو تباكى ، و مهما زعم من مزاعم يظن أنه بها سيصبح بطلا .
البطولات هناك في الجبهات بمختلف مجالاتها و جوانبها ، و بما يقدم فيها من بذل و تضحيات ، و ليس منها بطولات ( السفري) المسوقة عبر شبكات التواصل الاجتماعي .
تعز لا و لن تدور في فلك الواهمين ، و إنما تدور في فلك المشروع الوطني ، الذي لا يبخسها حقها و يكون ضمن خيار مشروع اليمن الاتحادي .