الجمعة 29-03-2024 11:56:41 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
الآباء المؤسسون
بقلم/ علي الجرادي
نشر منذ: سنة و أسبوع
الأربعاء 22 مارس - آذار 2023 04:19 م
 

تفصلنا أيام ويكتمل عام منذ تشكل المجلس الرئاسي في 7 ابريل عام 2022م، يرى كثيرون مجلس القيادة من حيث الاداء في مستوى ضعيف (وهم على صواب)، مع وجود كل التحديات والعوامل المعيقة داخليا وخارجيا إذ تكمن مهمة أي سلطة في تجاوز المعيقات والمحبطات.

لكن مجلس القيادة يمتاز بقيمة نوعية كبيرة ونادرة وليس من السهولة تكرارها (تمثيل القوى والفرقاء في الساحة الوطنية) في سلطة واحدة تمثل فرصة نادرة لانجاز بناء مؤسسات وطنية واعادة بناء هياكل السلطة على الاقل في المناطق المحررة، ما يترتب عليه المضي في مشروع التحرير أو انجاز سلام عادل ومستدام.

يميل المشتغلون بالتاريخ السياسي إلى تقرير خلاصة (أن أيا من القيادة الجماعية لم تنجح أو على الاقل كان اداءها ضعيفا).

وفي مواجهة نشوء وتشكل كيانات وقوى عسكرية كان خيار تمثيل كل القوى والتوجهات هو خيار أقرب لتشكيل سلطة وطنية موحدة، وهنا تكمن قيمة مجلس القيادة واهمية انجاز هياكل سلطة عسكرية وادارية واحدة.

إن قيمة كل القوى السياسية والعسكرية بمعزل عن السلطة الوطنية الواحدة هي قيمة صراعية ناتجة عن تقاطعات اقليمية وتتلاشى في أقرب تحول سياسي للداعمين لأنها لا تستند لأي مقومات بقاء ذاتية ولا دواعي وطنية مرتبطة بحاجة الناس ومصالحهم.

وخلال ثمان سنوات من الحرب رأينا كثيرا من تبدلات المعطيات السياسية والعلاقات الثنائية تبعا للمصالح القومية لكل بلد وانعكاساتها على القوى المرتبطة بهذه المعادلات.

ونتيجة لهذه الاسباب تكمن أهمية مجلس القيادة كممثل لكل القوى بانجاز سلطة وطنية

يمثل فيها الجميع بتوازنات ومصالح عادلة لنعبر فيها حالة (السلطات المتعددة) وهي معرضة للانهيار أو تحولها الى عصابات محلية بفعل التغيرات الاقليمية الحاصلة، أو بقاءها متعهدا لطرف خارجي دون إحراز أي هدف وطني.

يمكن لمجلس القيادة بالتعاون مع الاشقاء في قيادة المملكة العربية السعودية انجاز تحول نحو سلطة وطنية واحدة.

سيتعين على مجلس القيادة إدراك قيمته السياسية وأهميته الوطنية بتحويل هذا التمثيل الواسع الى سلطة وطنية حقيقية، وتجاوز أخطاء الماضي القريب بالبقاء خارج الوطن، والاتكاء على الاشقاء في الادارة بديلا عنهم.

يمكنكم أن تكونوا الآباء البناؤون لليمن أو شي آخر.