الجمعة 29-03-2024 15:11:24 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
رسالة مفتوحة لوفد الشرعية حول تعز
بقلم/ أحمد عبدالملك المقرمي
نشر منذ: سنة و 10 أشهر و 5 أيام
الثلاثاء 24 مايو 2022 04:56 م

الإخوة وفد الشرعية لمفاوضات فتح طرق تعز المحترمون.....

بعد التحية و السلام.. نثق أنكم أهل للمهمة التي انتدبتم لها، و أنكم على مستوى المسؤولية التي تدرِك عن معايشة، وتعي عن معرفة ودراية معاناة ثماني سنوات عاشتها تعز تحت ظلال البارود، و لهيب المدافع ، في مواجهة حرب فرضت عليها ظلما وعدوانا دون أن يكون لتعز - كما للجمهوربة - أدنى سبب في إشعالها؛ إلا أن يكون الدفاع عن النفس الذي تؤيده الشرائع السماوية والقوانين و الأعراف الدولية سببا؛ فهذا مما لا يجرؤ أن يقوله أحد مهما بلغ إجرامه ، بغض النظر عن رخاوة موقف المجتمع الدولي ، أو خذلانه مدة طويلة لتعز، أو صمته عن حصار - مايزال - منذ أكثر من سبع سنوات.

الإخوة وفد الشرعية الأمناء :

لستم بحاجة لأن يذكركم أحد، بأنه قد تم فتح مطار صنعاء، و ميناء الحديدة ؛ ليقوما بخدمة مليشيا الحوثي لا غير ؛ لأن الطرق المغلقة ستحول دون استفادة اليمن واليمنيين منها، كما لن يستفيد منها المواطن العادي في مناطق سيطرة المليشيا، كما لم يستفد الموظفون هناك من عائدات ميناء الحديدة أو عائدات النفط الذي حملته السفن ليتحول للسوق السوداء، ودعما لمسمى المجهود الحربي.

و فوق ذلك السماح بالسفر دون جوازات رسمية، كل ذلك دون أن يتم تحقيق شيئ واحد مقابل ذلك لطرف الشرعية، وهو الأمر الذي يترتب عليه موقفا واضحا، ومطلبا مشروعا : أين المكسب المتحقَّق للشرعية إزاء تلك المتحققة لجماعة المليشيا؟!

أكثر من سبع سنوات عجاف وتعز محاصرة، والطرق إليها مغلقة، والمجتمع الدولي بلا موقف من ذلك.
وهذا واضح في أذهانكم ولدى العالم.

إن من يده في النار، ليس كمن يده في البرّاد، ويحدث أحيانا أن يتم ضخ تسريبات إعلامية من هنا أو هناك بهدف التأثير، و تمرير إيحاءات سلبية، ولو على حساب الحق والحقيقة.

ستجلسون للحوار، و ليس عليكم أي ضغوط لأنكم لم تحصلوا على شيئ بعد، فيما الطرف الذي أشعل الحرب قد قبض الكثير فلا مجال للمساومة .

دعوا نصب أعينكم أن أي بنود، مرحّلة إلى حين، أو متعلقة بسوف، وإجراءات محالة إلى وقت قادم .. إنما هو تتويه، وزحلقة إلى فراغ .. ولنا جميعا خبرات متراكمة في أن الحوثي لا يلتزم لأي اتفاق يتم على الإطلاق .

تذكروا في كل دقيقة أنكم تمثلون اليمنيين في كل أرجاء اليمن، وأن الملايين يتابعون و يراقبون ما ستكون عليه النتائج، وسيكونون في استقبالكم حين عودتكم ، فارسموا لليمن و لكم لوحة ذلك الاستقبال ... بل خطوا سِفرا ضاحكا مستبشرا في صفحات التاريخ بشموخ الأبطال ومواقف الرجال، في الانتصار، و الانحياز لليمن و الجمهورية.