فيس بوك
إصلاح أمانة العاصمة: اختطاف العودي ورفيقيه تعبير عن هلع مليشيا الحوثي وسعي لكسر الإرادة
محاكم الرعب الحوثية.. التنكيل والعنف ضد المواطنين باسم القانون
ناطق الإصلاح: حملة الاختطافات الحوثية استهداف مباشر للناس وحقوقهم في بيئة قائمة على الترهيب
استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟
الدكتور عبد الله العليمي يندد بالانتهاكات الحوثية ويدعو إلى ضمان سلامة العاملين الإنسانيين
التكتل الوطني يستنكر بشدة استضافة المؤتمر القومي العربي للإرهابي الحوثي
الإصلاح.. قوة سياسية واجتماعية تخشاها مليشيا الإرهاب الحوثية
شحنات الموت الإيراني.. تهريب السلاح للحوثيين وخطره على أمن اليمن والخليج
الإصلاح يستهجن اتهامات مركز صنعاء التحريضية ضد الحزب ويدعوهم للنأي عن حملات الاستقطاب
لم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر مجرد انقلاب عسكري، أو انتفاضة قبائلية عابرة. لقد كانت برقاً انطلق من سماء الفكر قبل أن تعصف به على أرض الواقع. كانت ثمرة متوقعة لوعي جديد، نبت في منافي الدراسة وأرض الغربة، حيث أرسلت الإمامة بأبناء اليمن إلى دول الجوار، ظناً منها أنهم سيعودون بألقاب أكاديمية تزين بها حكمها، لا أنهم سيعودون بعقول مكللة بأشعة الحرية.
في قاعات الدرس في القاهرة وبغداد ودمشق، جلس أولئك الطلاب بين أقرانهم من العالم العربي، فاكتشفوا أن هناك حياة أخرى ممكنة. رأوا كيف تتحرك الجماهير، وكيف تنتخب حكامها، وكيف تبنى المدارس والمستشفيات لا القصور والسجون. هناك، في غمرة الحركات الطلابية والتنظيمات الوطنية، تشكلت قيادات وطنية شابة، تحمل في عقولها مشروع وطن، لا مشروع سلالة.
عاد هؤلاء الطلاب إلى اليمن، وعيونهم ما تزال تحمل وهج المدن التي رأوا فيها النور. عادوا وهم يحملون في صدورهم أفقاً مختلفاً، وطموحاً يتجاوز كل الحدود التي رسمتها الإمامة بأسياج من الخوف والجهل. لم تكن ثورتهم منطلقة من حقد مناطقية أو نزعة قبلية، بل كانت ثورة في صميم الفكر والوعي. كانت إعلاناً بأن عقل الإنسان اليمني قد تجاوز أسوار القرون الوسطى، ولم يعد يقبل أن يحكم بوصاية السماء المزيفة.
لقد أعادت هذه النخبة المتعلمة تشكيل واقع اليمن من جذوره. حولته من إمارة مغلقة إلى جمهورية منفتحة. أثبتوا أن قوة الأفكار أقوى من قوة السيوف، وأن البندقية التي تطلق رصاصة التحرير لا معنى لها إذا لم يسبقها عقل يطلق رصاصة الوعي.
ولأن الثورة لم تنتهِ في سبتمبر 1962، بل هي مشروع متجدد، فإن استراتيجية الإصلاح اليوم تنطلق من نفس النقطة: من مقاعد الدراسة.
الطلاب اليوم هم بوارج الفكر الجديدة، وهم الرصيد الاستراتيجي لليمن الغد. الإصلاح يبدأ بتمكينهم، بفتح الآفاق أمامهم، بزرع الثقة في أنفسهم بأنهم قادرون على التغيير. لا بد من إشراكهم في الحياة العامة منذ نعومة أظفارهم، في مدارسهم وجامعاتهم، لينمو فيهم حس المسؤولية والقدرة على القيادة.
هم الشعلة التي ستضيئ الطريق لليمن الجديد، كما أضاءها أسلافهم من قبل. فلنستثمر في عقولهم كما نستثمر في أي مشروع قومي، لأنهم المشروع الأكثر ربحية على الإطلاق. الطلاب ليسوا مستقبل اليمن فحسب، بل هم حاضرها الذي ينتظر منا أن نمنحه الفرصة ليصنع المعجزة مرة أخرى.