الخميس 21-11-2024 17:46:15 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
وسيبقى نبض قلبي يمنيا..
بقلم/ احمد الضحياني
نشر منذ: 6 سنوات و شهر و 26 يوماً
الأربعاء 26 سبتمبر-أيلول 2018 12:29 ص


 

 

يمر اليمن بلحظة فارقة في تاريخه يحتم علينا أن نكون أقوياء أمام افاقنا الضيقة بعد أن أظهر الجميع نقطة ضعفه الأبدية..

اللحظة الفارقة تبدأ من وقوفك أو رفضك لمبادئ ناضل وضحى من اجلها ثوار وشهداء سبتمبر واكتوبر وارهاصات وتضحيات ما قبلهما.. ترك هذه القيم السبتمبرية و الأكتوبرية هو جلد للذات الوطنية وبيعها في سوق نخاسة ونكسة مرارتها لن تزول من افواهكم وضمائركم على مر العصور..ليس المطلوب منك أن تكون إصلاحيا او مؤتمريا او ناصريا وبعثيا او اشتراكيا أو قوميا أو يساريا او حاشديا او بكيليا او شماليا او جنوبيا او زيديا او شافعيا الخ ..

هذه كلها آفاق ضيقة يذوب من خلالها الانتماء الجامع عبر تقسيم الوطن على هذه الهويات المصغرة التي تجعل صاحبها في كبرياء يشبه تيه الوهم، واستغراق يشبه اولئك الجند في رواية (Arms and the man) لجورج برناردشو الذين ينهكون العدالة في قتال يظنون انهم يقدمون انفسهم قرابين في سبيلها، لكنهم وجدوا حياتهم كلها "بارود" لا شيء يطعمونه حلو سوى اﻷلم واليأس ..

الرجل الذي عاش حياة ممتعة هو الذي أخرج الرصاص من بندقيته وحشاها "بالشوكلات" حد رمزية برناردشو..الطلقات التي كان يحشوها الجند في أسلحتهم لم تصنع لهم النصر ولم تحقق لهم اهدافهم لانهم وجدوا انفسهم في مهمة صناعة الطغيان وشنق العدالة عند الوصول الى السلطة ..هي رمزية للحقد وكراهية مقيتة للقيم المدنية ومحاولة إصباغها او الصاقها بعينات مجتمعية كي يحصل الاستهبال المطلوب لتبرير ما يقومون به..في نهاية الرواية السيل الجرار من الشعب داهم الجند وانتصر لمظلومية الشعب ..

لا شيء يمكن ان نعول عليه حين نفرط بقيمنا الاسلامية ونظام الجمهوري ومواطنتنا المتساوية لمجرد ان عينة معينة كان لها شرف الوقوف معها وبها..ليس من العقل ان اعود الى الفئة واتك الوطنة والمساواة الى الفخذين والبطنين وتقبيل الرأس والركبة..بعد اللحظة السبتمبرية..هي دعوة للمراجعة العاجلة لكل القوى السياسية والوطنية التي تتماهى ان يكون لمشروعها صولات وجولات نقول لها في ظل النظام الجمهوري والوحدة نعم ! اما اذا فرطتم في ذلك فستكونون عبيدا وزنابيل ومقبلي الرؤوس والركب وستدفعون الخمس الخ ..منظومة الحوثي الكهنوتية !