فيس بوك
رئيس سياسية الإصلاح: العلاقات اليمنية الصينية تاريخية ممتدة وأرست أساساً لشراكة اليوم
رئيس إصلاح الجوف: الدعم السعودي لليمن شكل ركيزة أساسية في مساندة الدولة والشعب
إصلاح أمانة العاصمة: اختطاف العودي ورفيقيه تعبير عن هلع مليشيا الحوثي وسعي لكسر الإرادة
محاكم الرعب الحوثية.. التنكيل والعنف ضد المواطنين باسم القانون
ناطق الإصلاح: حملة الاختطافات الحوثية استهداف مباشر للناس وحقوقهم في بيئة قائمة على الترهيب
استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟
الدكتور عبد الله العليمي يندد بالانتهاكات الحوثية ويدعو إلى ضمان سلامة العاملين الإنسانيين
التكتل الوطني يستنكر بشدة استضافة المؤتمر القومي العربي للإرهابي الحوثي
الإصلاح.. قوة سياسية واجتماعية تخشاها مليشيا الإرهاب الحوثية
في هذا الزمن المتغير، حيث تتناثر القصص بين زوايا الشوارع المظلمة وفي أروقة القصور العالية، لا يمكن للمتأمل في شعار الإصلاح بذكرى تأسيسه الـ35 أن يمر عليه مرور الكرام. إنه ليس مجرد صورة بسيطة، أو شعار لذكرى، بل يجسد سجلاً بصرياً لنضال ممتد وموقف وطني أصيل ومسيرة طويلة وشاقة.
فهو لا يبدو مجرد تصميم جميل، او قطعة فنية، أو احتفاء رقمي بمرور الزمن. إنه، في جوهره العميق، تمثيل رمزي لميثاق اجتماعي ضمن السياق اليمني المعقد، ووثيقة خبرة، تُلخص مسيرة كائن اجتماعي (حزب الإصلاح) في تفاعله المستمر مع بيئته اليمنية على مدار خمسة وثلاثين عاماً.
الرقم 35: عقود من النضال وريادة العمل الوطني
إن أول ما يلفت الانتباه ليس الرقم "35" بحد ذاته، بل حقيقة أن كياناً سياسياً كالإصلاح قد تمكن من البقاء عملاقاً لمدة 35 عاماً في بيئة يمنية وإقليمية شديدة التقلب. لا يُعدّ هذا مجرد إنجاز، بل هو شهادة على القدرة والموقف والصلابة التي يمتلكها، تماماً مثل ما يمتلك القدر الكافي من المرونة والتكيف. ففي عالم تتهاوى فيه الأنظمة وتندثر فيه الأحزاب، استمر الإصلاح فاعلاً لعقود بما يمتلك من مرونة تنظيمية مكنته من تجاوز العواصف السياسية، وقيم وطنية راسخة مكنته من الحفاظ على قاعدة جماهيرية كبيرة في ظل ظروف معقدة، مع استيعاب تام للتوازنات المتنوعة.
الرقم 35 في مسيرة الإصلاح ليس مجرد زمن مضى، بل هو رصيد ضخم من التجارب في العمل السياسي والعطاء الوطني، يشير إلى زمن تطوير أدوات الحزب الفكرية والعملية وتجسيد ذاك القدر الهائل من الخبرة المتراكمة، من خلال مشكلات واجهها الإصلاح (صراعات، تحديات سياسية، أزمات اجتماعية)، وأفكار تم طرحها (برامج سياسية، رؤى مجتمعية)، وأفعال تم تطبيقها (مشاركات سياسية، جهود مقاومة، مبادرات اجتماعية)، ونتائج تم تقييمها (نجاحات وإخفاقات تم التعلم منها). كل هذا بقيم وطنية لم تتغير حتى جعل من الإصلاح حزب الوطن والمجسد الحقيقي لطموحاته.
العلم اليمني: الهوية والامتداد والتفاعل الحيوي
يمثل العلم الوطني أهم عنصر في الشعار، فارتباطه بالرقم يرسل رسالة واضحة أن خمسة وثلاثين عاماً مضت من عمر الإصلاح كلها في خدمة الوطن وسلامته والحفاظ على نظامه الجمهوري. إنه الخيط الذهبي الذي يربط القلوب والنفوس، من القرى النائية إلى المدن الصاخبة، ويجسد قصة الوحدة في زمن الانقسام، وقصة الأمل في أن تلتئم الجراح.
إن التفاف العلم الوطني حول الرقم يمثل أكثر الدلالات أهمية، فهو يعلن أن هوية الحزب وكيانه لا ينفصلان عن الهوية الوطنية الأوسع. إن هذا الالتفاف يشير إلى ثلاثة أمور جوهرية:
الهوية: فالهوية الإصلاحية نبتت من جذر "التربة اليمنية" واستلت ثقافتها من عمقها، فهو ابن اليمن ثقافة وفكراً ومنبتاً.
الامتداد: الشريط الملتف يرمز إلى الاستمرارية، ليربط الحاضر (الـ35 عاماً) بالماضي (الحركة الإصلاحية القديمة، الثورة السبتمبرية) وبالمستقبل (بناء يمن جديد). الإصلاح ليس حزباً معزولاً زمنياً، بل هو حلقة في سلسلة طويلة اسمها الحركة الإصلاحية والوطنية اليمنية الممتدة عبر قرون من الزمن، ابتداءً من مؤسس الفكر الإصلاحي اليمني نشوان بن سعيد الحميري، وصولاً إلى رواد الحركة الوطنية الذين أسقطوا الكهنوت الإمامي وطردوا الاستعمار البغيض.
التفاعل الحيوي: شريط العلم لا يبدو ثابتاً، بل ملتفاً، معبراً عن طبيعة الحركة الإصلاحية اليمنية المتجددة على الدوام، فهي ليست شيئاً ساكناً، بل هي تفاعل ديناميكي. فالإصلاح ليس مجرد كيان يُؤثر، بل هو أيضاً يتأثر بالواقع ويعيد تشكيل نفسه من خلاله.
إن العلم الوطني الملتف حول عمر الإصلاح يرسل رسالة واضحة أن كل نضال الحزب كان من أجل الدولة اليمنية، وأن الإصلاح يضع مصلحة الدولة فوق مصالحه الحزبية. كما يبعث الشعار برسالة واضحة إلى القوى الإقليمية والدولية بأنه "ليس جماعة عابرة للحدود أو أيديولوجية متطرفة، بل قوة وطنية متجذرة لا تنتمي لأي أيديولوجيات خارجية".
الشمس والخريطة: بوصلة النضال على التراب الوطني
الشمس التي تشرق بضوئها على خريطة الوطن هي البوصلة التي تحدد اتجاه الإصلاح وتبدد الظلمة على كل التراب اليمني. إنها الغاية المرجوة من كل هذا النضال؛ فالحزب لا يعمل من أجل السلطة لذاتها، بل من أجل إشراق شمس الدولة اليمنية على كل التراب الوطني. الخريطة تمثل "الدولة" بحدودها الواقعية، وهو الكيان الذي يعتبره الإصلاح "مبدأه" و"غايته". كما تشير بوضوح إلى الجغرافية التي ينتمي إليها الإصلاح، فهو حزب وطني ملتزم بحدود وطنه، وهو ما يجعله مختلفاً عن التنظيمات أو الأحزاب العابرة للحدود.
بريق الإرادة ووثيقة المستقبل
في هذا الشعار، يزين الأرقام بريق معدني واضح، يرمز إلى قوة لا تُقهر، صُنعت ونضجت في أتون التجارب. إنه ليس بريقاً زائلاً، بل هو بريق الإرادة التي صمدت أمام رياح المصاعب. وفي النهاية، الشعار لا يعبر عن مجرد حزب أو سياسة، بل يعبر عن الروح الإنسانية التي لا تُهزم. إنه يروي لنا قصة شعب آمن بأن غداً أفضل قادم لا محالة، وأن الإصلاح ليس ظاهرة عابرة، بل هو لاعب أساسي في معادلة القوة اليمنية. إنه يتجاوز مسألة الاحتفال بالماضي، إلى صنع وثيقة سياسية تُعلن عن موقف في الحاضر وتُحدد مساراً للمستقبل.
#الذكرى35_لتاسيس_الاصلاح