الأربعاء 04-12-2024 11:46:36 ص : 3 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
قحطان ورفاقه.. ثمن الموقف!
بقلم/ زكي السقلدي
نشر منذ: 6 سنوات و 8 أشهر
الأربعاء 04 إبريل-نيسان 2018 09:28 م

مع سقوط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، بيد مليشيات الحوثي حدثت حملات اعتقال واسعة، استهدفت عددًا من الناشطين السياسيين المناهضين للانقلاب، وزادت حدة هذه الاعتقالات وحالات الاخفاء القسري بعد اجتياح هذه المليشيات لباقي محافظات الجمهورية وإسقاط هيبة الدولة فيها، فطالت الصحفيين، المحاميين، الأطباء، أساتذة الجامعات، القضاة، والموظفين، وكل الفئات على اختلاف توجّهاتها السياسية والاجتماعية، وامتلأت المعتقلات بالأبرياء دون توفير أدني الحقوق وإطلاع أهاليهم والمنظمات على أوضاعهم من قبل أهاليهم أو منظمات حقوق الإنسان.
ما يزال الكثير من المعتقلين يقبع في سجون سرية تديرها المليشيات منذ ثلاث سنوات، وتمارس فيها كل أصناف التعذيب الجسدي والنفسي، وعلى رأسهم وزير الدفاع محمود الصبيحي ومدير الأمن السياسي في محافظة عدن ناصر منصور هادي والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان والعميد فيصل رجب، والذين يطرح ألف سؤال عن حقيقة مصيرهم ووضعهم النفسي والصحي، خصوصا في ظل صمت دولي وغياب أي دور حقوقي أو إنساني للمنظمات الدولية.
نقولها بصدق ومن حرقة قلب "وحشتونا" قاداتنا المعتقلين وأنتم من عرفناكم رموزا لمقاومة الاستبداد وظلم مليشيات البطش والقمع.. لن تسقطوا من الذاكرة في أي ذكرى، حين نتذكركم نتذكر كيف حول المستبدون الجدد ومليشيات الموت الوطن إلى سجن كبير، كيف لا وهم يعتقلون الوطن ويصادرون آماله ومستقبله.
صمودكم أيها القادة المعتقلون يزلزل كيان وجودهم، فأنتم شرف الأمة وضمير عزتها وعنوان مقاومتها، سيأتي اليوم الذى يقبع هؤلاء الانقلابين داخل السجون جزاء جرائمهم بحق هذا الوطن وشعبه وقياداته.. سيتحرر المعتقلون بإذن الله إلى رحابة وطن يستحقهم ويستحقونه، عنوانه العزة والكرامة والأمن والسلامة ودولة يسودها العدل والمساواة، لا حكم الفرد أو العائلة أو الطائفة..
وعلى الرغم من كل هذه المعاناة إلا أننا على ثقة أن كل المعتقلين الأحرار ثابتون على مبادئهم الوطنية التي لم تنجح سجون المليشيات في تغييرها، وعلى الرغم أن مصائرهم باتت مجهولة ومرهونة بمصير نظام هذه العصابات الكارثية التي تغلغلت في جسد الدولة منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام إلا أن إيمانهم بعدالة قضيتهم يزيدهم صلابة وإيمانا.
إن السجون التي يشيدها هؤلاء لن تنجح – بلا شك - في تغيير فكرة الوطن والجمهورية والديمقراطية من قلوب مواطنيه، إلا أنها قد تنجح في زيادة المعاناة التي طالت وتأخر فيها النصر مالم يتحرك التحالف العربي وأحرار العالم في مواجهة هذه العصابات وإيقافها عند حدها وانتزاع الوطن من بين أنيابها وإعادته لحضن شرعيته.
خلاصة القول.. إن ما يلاقيه المعتقلون داخل سجون هذه المليشيات وخارجها لن تحله الزوبعات النارية لإعلاميي الشرعية، بل نريد أن نجعل من قضيتهم وحريتهم مشروع حياة وثورة حرية وكرامة وعزة نسمع بها العالم كله، بل بات ضرورياً أن نحرر أنفسنا من قبضة الوهم والخوف الذي يصنعه إرهاب المليشيات، وقبل أن نتكلم عن حرية المعتقلين من خارج أسوار الوطن يفترض أن نكون متواجدين داخله وبين أوساط أحراره، قريبين من معاناة أسر المعتقلين وأهاليهم، أن نسمع صوتهم ونشعر بمعاناتهم عن قرب.
ويبقى التساؤل ما الذي يجب أن نعمله حيال هؤلاء القادة؟ لتظل الإجابات مفتوحة لمن هم في هرم السلطة والدولة، إذ يجب أن تحمل قضية المعتقلين كشرط لأي حوار ترعاه الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، بل وفي كل جلسة استماع أو انعقاد طارئ..
نقولها وبكل مرارة هل بات رفع شعار الحرية للمعتقلين كافياً ومنطقياً في ظل هذه الظروف التي يمر بها المعتقلين والمخفين قسرا؟ وهل الشعارات وحدها حلاً في ظل هذه الأزمة الخانقة التي نعيشها جميعا في هذا المعتقل الكبير؟

#الحرية_لقحطان
#FreeQahtan