الخميس 28-03-2024 14:03:29 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

إرهاب شامل.. لماذا يفجر الحوثيون منازل الأبرياء والخصوم السياسيين؟

الخميس 17 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد الرحمن أمين

 

بالقتل والخراب والتدمير والتهجير والتشريد والاختطافات والتعذيب والقمع ومصادرة الحقوق وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات والسطو والنهب والإفقار والتجويع وكافة الانتهاكات والمضايقات والتجاوزات، مضت مليشيا الحوثي منذ 2014 لتجسيد مسيرتها، والتي وصفتها بـ"القرآنية" والقرآن منها براء، فقد دأبت على المتاجرة بشعارات دينية ووطنية وحقوقية عدة، محاولة الاختباء خلفها لتحسين وجهها القبيح.

فلم تدع المليشيا شاردة ولا واردة ولا كبيرة ولا صغيرة ولا معتاد ولا دخيل مما يوجع ويؤلم الوطن وأهله وينكئ الجراح ويخلف الأحزان والمآسي إلا وأتت به وتفننت باستخدامه وأوغلت وتمادت فيه، بتعطش للدم وشهية للقتل، واستمتاع بالخراب والدمار.

هدم منازل الخصوم وتفجيرها بعد اقتحامها ونهب محتوياتها واحدة من الأساليب المتعددة التي برعت المليشيا في ممارستها في كافة المحافظات التي وقعت تحت سيطرتها، ممعنة في إيقاع أقسى العقوبات والانتقام من كل من خالفها في التوجه أو اختلف معها في الرأي.

وفجرت مليشيا الحوثي منذ بداية انقلابها على السلطة الشرعية في اليمن، مئات المنازل في العديد من المحافظات اليمنية، أبرزها صنعاء وصعدة وحجة وعمران وتعز وإب والضالع والبيضاء، إضافة إلى تفجيرها عشرات المساجد والمدارس والمباني الحكومية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم.

وطبقا لتقرير حقوقي صدر مطلع الشهر الجاري عن "الهيئة المدنية لضحايا تفجير المنازل"، فإن مليشيا الحوثي الإرهابية ارتكبت 810 جرائم تفجير منازل، موزعة في 17 محافظة، خلال الفترة من 1 سبتمبر 2014 وحتى 30 يونيو 2020.

وقالت المديرة التنفيذية للهيئة المدنية لضحايا تفجير المنازل "خديجة علي" خلال فعالية إشهار التقرير الأول للهيئة التي أقيمت بمدينة مأرب، إن مليشيا الحوثي الانقلابية التابعة لإيران تواصل نهجها الإجرامي في تفجير المنازل دون توقف منذ انقلابها على الشرعية وحتى هذه اللحظة.

وبين التقرير أن مليشيا الحوثي الإمامية تأتي في مقدمة الفاعلين، إذ فجرت 804 منازل، بنسبة 99% من إجمالي المنازل المفجرة، ويليها المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات الذي فجر وهدم وأحرق 4 منازل، وتنظيم القاعدة ومسلحين قبليين فجروا منزلين في عدن وحضرموت.

ولفت التقرير إلى أن محافظة تعز جاءت في الترتيب الأول من حيث تفجير منازل المواطنين بعدد 149 منزلا، تليها محافظة البيضاء بـ124 منزلا، ومحافظة إب بـ120 منزلا.

وقد توزعت بقية جرائم تفجير منازل المواطنين بالتسلسل بين محافظات: حجة، لحج، ذمار، صنعاء، الضالع، مأرب والجوف، بالإضافة إلى: عمران، شبوة، الحديدة، أبين، وصعدة، وفقا للتقرير.

ووفقا لرئيس المركز القانوني للدفاع عن حقوق الإنسان "مختار الوافي"، فإن ما تقوم به المليشيات وقوات الانقلاب يُشكّل جريمة حرب، ارتكبتها من خلال تدمير منازل المدنيين عمداً، من دون أن يكون هناك هدف عسكري مبرر، فضلاً عن قيامها بأعمال اختطاف نشطاء وإعلاميين ومدنيين.

ويوضح أن عمليات تفجير المنازل التي تم رصدها، ليست نتيجة معارك مباشرة، بل إنها تمّت في سياق حملة متعمدة، لمجرد أن من يملك تلك المنازل هم من المعارضين لتواجد المليشيات في مناطقهم، لافتاً إلى أن تلك الممارسات تنتهك القانون الإنساني الدولي، الذي تحكم قواعده التصرفات في النزاعات المسلّحة، وفي معظم الحالات يكون التبرير الذي تسوقه قوات الانقلاب لتدمير المنازل تهمة تخزين أسلحة تابعة لـ"المقاومة الشعبية"، كما يقول السكان.

ويهدف المتمردون من خلال تفجير المنازل إلى إرعاب خصومهم السياسيين الذين يرفضون وجودهم وسيطرتهم على مناطقهم، رغبة في إذلالهم ونشر الرعب في أوساط المجتمع، وإرسال رسالة لكل من يفكر بمعارضة هذه الجماعة الإرهابية أو يكون له دور مخالف أو بعيد عن إملاءاتهم وتوجيهاتهم، وهذا ما حدث مع الزعيم القبلي الشيخ "عبد ربه البخيتي" أحد أعيان مديرية حبيش والذي فجرت المليشيات منزله مطلع العام 2020.

ووفقا لمصادر محلية خاصة فإنّ البخيتي يحظى بقبول واسع في منطقته، ونجح مؤخراً في حل قضايا اجتماعية كثيرة، وسحب البساط من تحت سلطة الحوثيين وقادة المنطقة، الأمر الذي أثار حفيظة قيادات المليشيا والقادة الموالين لهم وقاموا باستهدافه وتفجير منزله.

وتؤكد المصادر أن الحوثيين تمركزوا في المنزل لمدة ثلاثة أيام، وقاموا بالعبث بمحتويات المنزل، قبل أن يشرعوا بتفجيره.

وتوضح المصادر أيضا أن الانفجار كان عنيفا جدا ومرعبا وهز العديد من المنازل المجاورة له، حيث سوي المنزل بالتراب.

وفي يناير من العام 2017، فجرت المليشيات الإرهابية 13 منزلا في قرية الدهيمية مديرية فرع العدين منها عشرة منازل تم تفجيرها في يوم واحد، أي ما يعادل ثلث منازل القرية، في حين تصدعت العديد من المنازل جراء انفجارات الديناميت.

وفي أكتوبر من العام 2014، فجرت المليشيات منزل الشيخ علي مسعد بدير، رجل الخير في مديرية يريم ومؤسس جمعية الأيتام، كما فجرت منازل إخوانه.

وفي نفس اليوم فجرت منزل الشيخ عبد الواحد الدعام في مديرية الرضمة.

وفي أبريل 2015، فجرت المليشيات منزل الشيخ حمود نعمان البرح في مديرية القفر.

وفي مايو 2015، فجرت منزل الشيخ الأستاذ محسن الحماطي في مديرية المخادر.

وفي أغسطس 2015، فجرت منزل الشيخ عبد الرحمن العماد في مديرية الرضمة.

كلمات دالّة

#اليمن