الجمعة 29-03-2024 05:23:56 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

ثورة 14 أكتوبر.. تتويج نضالي لإسقاط متلازمة الإمامة والاحتلال

الأحد 13 أكتوبر-تشرين الأول 2019 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت – خاص

  

انطلقت ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة في العام 1963 ضد الاحتلال البغيض في جنوب الوطن، بعد عام واحد فقط من انطلاق شرارة ثورة 26 سبتمبر، التي أسقطت الحكم الإمامي الكهنوتي في شمال الوطن إلى غير رجعة.

وطوال عقود سبقت الثورة، خاض اليمنيون محطات نضالية خالدة، وأشعلوا انتفاضات متعددة ضد المحتل، قدموا خلالها أرواحهم ودماءهم وأموالهم في سبيل تحرير البلاد التي رزحت تحت نار المحتل ما يقارب 130 عاماً تعرضوا فيها لشتى صنوف القهر والإذلال والاستنزاف والعبودية.

خاض اليمنيون في جنوب البلاد من مختلف التيارات السياسية والاجتماعية، نضالات خالدة حتى حان الوقت المناسب لاندلاع الثورة من جبال ردفان الشامخة، بعد أن شارك قادتها في إسقاط النظام الإمامي شمالاً في ثورة 26 سبتمبر التي مهدت الطريق لثورة 14 أكتوبر.

لقد كانت عدن مهوى أفئدة الأحرار المناهضين للحكم الإمامي، ومثلت ثورة سبتمبر الحاضن الكبير لانطلاق ثورة أكتوبر، وقد تخلقت ثورة 26 سبتمبر 1962م في عدن وبقية محافظات الجنوب وأوجدت المناخ المناسب لقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة، ولذلك هب الشعب كله في مقاومة الاحتلال البريطاني بدعم وتأييد من ثوار سبتمبر العظيم، في حين أن كثيرا من قيادة الحركة في عدن تبوؤوا مناصب رسمية رفيعة في الشمال.

لقد عكست نضالات الشعب اليمني في شماله وجنوبه واحدية الثورة اليمنية، من واحدية رجالها الأحرار، وواحدية الأهداف الخالدة التي كانت عنوان النضال، وشكلت مستقبل اليمن.

ثورة شعب

يتحدث رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة الضالع محمد باعباد، عن أن ثورة 14 أكتوبر حررت الشطر الجنوبي من الاحتلال البريطاني الذي ظل جاثما على تراب الوطن 129 عاما، مارس خلالها التفتيت والتقسيم حتى وصلت إلى 23 إمارة ومشيخة وسلطنة، لكلٍ منها حدودها الجغرافية، وأشعل فيما بينها الصراعات والحروب تارة باسم الحدود وتارة باسم القبيلة وكان يمول هذا وذاك، ليطيل بقاءه وتستمر سيطرته على الشطر الجنوبي من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا، ويتحكم بحركة التجارة البحرية في باب المندب وإدارة ميناء عدن وقد جعل منه أكبر قاعدة عسكرية.

ويضيف باعباد: "لما قامت ثورة 26 سبتمبر عام 1962، هيأت الظروف لقيام ثورة 14 أكتوبر في 1963، فكانت وبدعم من مصر العربية".

ويصور الباحث والكاتب ثابت الأحمدي ثورة 26 سبتمبر 1962 في شمال الوطن، وثورة 14 أكتوبر 1963 في الجنوب، بأنهما رئتا اليمن اللتان تنفس منهما الشعب.

وأشار الأحمدي إلى تلازم الطغيان الإمامي الذي جثم على شمال اليمني كما جثم الاحتلال أيضا على جنوبه.

ويوضح عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، أسعد عمر، أن هذه المناسبة الخالدة فرصة لنتذكر بكل إجلال رجالات الحركة الوطنية ثوار أكتوبر الذين كان لهم الفضل في تحقيق هذا الانتصار العظيم بطرد المحتل الأجنبي وتحقيق الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967.

ويضيف: "وكما هو معروف فقد اجمعت مكونات العمل الوطني على وجهة تفجير الثورات في وجه الحكم الإمامي البغيض في شمال الوطن وعلى دحر المحتل البريطاني من جنوبه وانتظم رجال التحرر الوطني في أطر وطنية جمعت في تشكيلاتها مناضلين من مختلف أرجاء الوطن جنوبه وشماله، وكثير من رموز وأبطال أكتوبر كان قد سبق لهم الاشتراك في تفجير ثورة سبتمبر المجيدة والدفاع عنها، وحدث بعدها أن انتقل العديد من مناضلي سبتمبر للاشتراك في ثورة أكتوبر، وكان للحركة الوطنية شمالاً وجنوباً وجهة واحدة أساسها الهوية الجامعة ووحدة التراب الوطني وسيادة القانون تحت ظل نظام حكم جمهوري يحكم الشعب فيه نفسه بنفسه ويكون مالك السلطات ومصدرها".

ويشير رئيس الدائرة الإعلامية لحزب السلم والتنمية أحمد الصباحي إلى أن كلتا الثورتين، 26 سبتمبر و14 أكتوبر، واجهتا عنف وطغيان الإمامة والمحتل البريطاني.

وأكد الصباحي أن إصرار الثوار كان هو الأقوى والأبقى وانتصرت إرادة الشعب في الشمال والجنوب.

واحدية النضال.. واحدية الثورة

ويشير رئيس سياسية الإصلاح بالضالع محمد باعباد إلى تنسيق جهود الحركة الوطنية شمالاً وجنوباً للوصول إلى الخلاص من الإمامة والاحتلال، واعتبر ذلك تأكيداً على إصرار اليمنيين شمالاً وجنوباً على الانتصار للهوية اليمنية التي استهدفها النظام الإمامي والاحتلال البريطاني.

بينما اعتبر الكاتب والباحث ثابت الأحمدي ثورة 14 أكتوبر 1963 امتدادا نضاليا لثورة 26 سبتمبر، مشيراً إلى أن رجالات أكتوبر الأوائل انصرفوا من ميادين القتال ضد فلول الإمامة الرجعية بأسلحتهم التي صرفت لهم في صنعاء، كما انضم إليهم أيضا مقاتلون من شمال الوطن مثلوا سندا قويا لإخوانهم في الجنوب، ذلك أن الروح الوطنية واحدة شمالا وجنوبا.

ويرى القيادي الاشتراكي أسعد عمر أن الثورتين سبتمبر وأكتوبر مثلتا الحياة. وتابع: "وستظل طبيعة مشروعنا اليمني ونهجه في الحرية والاستقلال والانعتاق من براثن الإمامة والتسلط أياً كانت أشكاله وأدواته وستبقى مرتكزا محورياً لاستنهاض وبناء اليمن الاتحادي، وستبقى مرتكز الانطلاق للوفاء بمتطلبات هذا المشروع الذي بفضله استعاد اليمن الواحد مكانه الأصيل أمام العرب وعلى الخارطة السياسية في تاريخنا المعاصر".

واستطرد: "سيحفظ التاريخ للحركة الوطنية جنوبا بنجاحهم في لم شتات الجنوب وتوحيده والقضاء على أنظمة السلطنات والمشيخات الإقطاعية وإقامة دولة يمنية واحدة بالجنوب، وتمكنها قبل ذلك في الشمال من القضاء على حكم الإمامة الكهنوتي وإيجاد نظام جمهوري شكلت دولته محور الإسناد والدعم الرئيسي لحركة التحرير ودحر الاحتلال البريطاني من جنوب الوطن وتوحيده في العام 1990 بالاتفاق بين الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام اللذين كانا يتوليان مسؤولية حكم الدولتين اليمنيتين إبان التشطير".

وقال: "ونحن نحتفي بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر والسادس والعشرين من سبتمبر المجيدتين، فإننا نشدد على أهمية أن نستحضر قيم الثورتين الخالدتين ومبادئهما العظيمة وأن نكون في مستوى الدفاع عن مكتسباتهما التي تحققت، وأن نعي خطورة اللحظة التي تتهددنا وتتهدد مستقبل نظامنا الجمهوري وسلامة ترابنا الوطني".

وأكد أن الأخطار التي تواجه اليمن كثيرة وكبيرة ومظاهر الرجعية والاحتلال وأدواتهما ماثلة أمامنا، خاصة التمدد الإيراني الذي باتت أداته الحوثية تتمتع بمساحة من القدرة والنفوذ المسنود بالتوازي مع دعوات ارتدادية لمشاريع صغيرة ذات نزعات مناطقية وطائفية.

وأردف قائلاً: "ومع ذلك فإن ثقتنا أن الشعب اليمني بكل أطيافه لن يسمح بعودة أشكال الماضي البغيض وسيقضي على أدواته".

من جهته، يربط القيادي في السلم والتنمية أحمد الصباحي دلالات القرب الزماني والمكاني للثورتين، موضحاً أن القرب الوجداني بين الشعب في الشمال والجنوب، دفع ثوار جنوب اليمن للإسهام في إنجاح الثورة ضد الإمامة وفي نفس الوقت ساهم ثوار صنعاء في إنجاح الثورة ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب.

كلمات دالّة

#اليمن