الجمعة 19-04-2024 03:16:43 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

إب تتعرض لأبشع الانتهاكات الحوثية.. أكثر من 2215 مختطفا و15 مقبرة تعرضت للبسطَ واقتحام 1053 منزلا (تفاصيل مهولة)

السبت 12 أكتوبر-تشرين الأول 2019 الساعة 07 مساءً / الاصلاح نت- تقرير خاص/ علي العقبي

  

في محافظة إب وسط اليمن، كل شيء معرض للنهب والسلب في ظل سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية على المدينة، حيث تمارس المليشيات منذ انقلابها على السلطة الشرعية أواخر العام 2014 مختلف أنواع الجرائم والانتهاكات في محافظة إب، وتكشف الإحصائيات عن جرائم وانتهاكات بالجملة لا يوجد مثيلاً لها في بقية المحافظات.

وبحسب إحصائية حصل عليها موقع الإصلاح نت، فقد بلغ عدد المختطفين أكثر من 2215، وداهمت المليشيات 1053 منزلا، وشملت الانتهاكات السطو على ممتلكات عامة وخاصة واعتداء على عشرات المقابر لغرض السطو على الأراضي، بالإضافة لتعيينات حوثية في مختلف المكاتب الإدارية.

وبحسب ناشطين من أبناء المحافظة، فإن هذه الجرائم بسبب مقاومة إب للمليشيات الانقلابية بعد توسعها في أكثر من محافظة بداية الانقلاب. وفيما يلي رصد لأبرز الانتهاكات.

- كيف اجتاح الحوثيون إب؟

في تصريحات خاصة لموقع الإصلاح نت، يتحدث التربوي والناشط السياسي أمين الشفق من أبناء محافظة إب قائلا: "كان دخول الحوثيين إلى إب في 15 أكتوبر 2014 بتواطؤ ودعم ومساندة من مشايخ ووجاهات اجتماعية ومسؤولين كبار في السلطة المحلية ومجلسها المحلي، بل إن بعضهم ذهب إلى صنعاء لاستقبال الوفد قبل خروجه إلى إب بقيادة أبو محمد الطاووس، المعين مشرفا من قبل قيادة الحوثيين على إب، ووصل مع الوفود إلى ساحة الاستقبال أمام بوابة الاستاد الرياضي بمدينة إب".

واعتبر أمين الشفق، وهو مختطف سابق لدى مليشيات الحوثي زجت به في أحد سجونها لفترة 487 يوماً، بأن اليوم الذي اجتاح فيه الحوثيون محافظة إب كان اليوم الفاصل بين الحرية والاستعباد في المحافظة التي سلمت سلميا بدون قتال برغم حدوث بعض المواجهات الخاطفة في مدينة إب وبعض المديريات التي سلمت بعدها، ثم انتفضت في شهر أغسطس 2015، واستطاعت المقاومة في فترة وجيزة أن تسيطر علي عشر مديريات داخل المحافظة في وقت وجيز، وأطبقت الخناق على مدينة إب من كل الجهات ولم تستطع الصمود نتيجة لنقص الذخائر والإمكانيات.

- الانتهاكات

إب كغيرها تجرعت الويلات من مليشيات الحوثي،
فقد اختطفت المليشيات المئات من أبناء المحافظة المدنيين من منازلهم وأماكن أعمالهم ومن الطرقات وزجت بهم في السجون.

وكشف الناشط السياسي في محافظة إب الشفق بأن عدد من اختطفتهم المليشيات في إب 2215 مختطفا، أطلق منهم 1350، والبقية ما زالوا في سجون الحوثي، وتوفي نتيجة التعذيب في سجون الحوثي من أبناء المحافظة 7 مختطفين.

وذكر تقرير للمركز القانوني للحقوق والحريات أن عدد الانتهاكات التي ارتكبتها ميلشيات الحوثي الانقلابية، منذ مطلع العام الجاري، في مختلف مديريات محافظة إب تبلغ أكثر من 130 جريمة وانتهاكا، ارتكبتها المليشيات في الفترة من 1 يناير إلى 30 مارس 2019.

ومؤخرا، أقدمت مليشيات الحوثي الانقلابية على تصفية شيخ قبلي في قرية المعزبة التابعة لعزلة الشرنمة، كما نفذت حملة نهب واسعة في عزلة حدة بمنطقة مخلاف العود في محافظة إب.

أيضا نفذت مليشيات الحوثي أعمال نهب وفرض جبابات واسعة في مارش بعزلة حدة في ذات المنطقة، طالت ممتلكات خاصة بذرائع تبعية أصحابها للمقاومة الشعبية المناهضة للانقلاب الحوثي.

- تفجير المنازل

وبحسب الناشط السياسي أمين الشفق، فقد فجرت مليشيات الحوثي في محافظة إب وسط البلاد 78 منزلا لمواطنين انتقاما منهم لرفضهم دخول مليشيات الحوثي إب، كما اقتحمت المليشيات 1053 منزلا، وسرقت محتوياتها، ودمرت ما لم تأخذه، كما فجرت 4 مساجد و3 دور قرآن كريم وأغلقت عشرات الجمعيات ومراكز التحفيظ وصادرت محتوياتها.

وكان آخر التفجيرات مطلع الأسبوع الماضي، حيث فجرت مليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة إب منزل المواطن بشير الحالمي بقرية مخالف بمديرية العود.

- التعيينات الحوثية

بعد أن مارست مليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة إب مختلف أصناف الاضطهاد والعبودية وشتى أنواع القمع والتغييب، أيضا تعرض أبناء محافظة إب، وسط اليمن، لتهجير ممنهج من مناصب مدراء العموم، في عملية إحلال مروع من الوظيفة الحكومية الإدارية بالمحافظة واستبدالهم بآخرين حوثيين، حيث قامت بتعيين مدراء عموم ووكلاء للمحافظة وللأجهزة الأمنية والعسكرية والإيرادية من الأسر الهاشمية السلالية التابعة لهم بعيدا عن معايير عن الوظيفة العامة.

وفي سبتمبر 2019، أدان فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة إب، الموالي للحوثيين، استبدال موظفين عموميين من أبناء المحافظة بآخرين من خارجها لا تنطبق عليهم الشروط القانونية لشغل الوظيفة، مطالبا قيادة المؤتمر في العاصمة صنعاء بتغيير وزراء مؤتمريين في حكومة صنعاء، التابعة لسلطة الحوثيين الانقلابية.

- استغلال التعليم

قال التربوي أمين الشفق: "قامت مليشيات الحوثي في محافظة إب بتسخير التعليم لخدمة أهدافها وعملت على تعيين مسؤولين موالين لها في مختلف مفاصيل الهيكل التربوي، كما تقوم بتنفيذ برامجها التثقيفية الخاصة بها في أنشطة وفعاليات المدارس وزرع الأفكار المتطرفة والمنحرفة في الأطفال والشباب المنخرطين في السلك التعليمي".

ووثق تقرير للمركز القانوني للحقوق والحريات تجنيد الميلشيات للأطفال في معاركها المستمرة ضد اليمنيين في أكثر من جبهة، فضلا عن الجرائم الأخرى التي طالت منازل المواطنين والحقوق والحريات العامة والخاصة.

وتحدث التقرير عن توقف العملية التعليمية بمناطق العود في إب بسبب حرب المليشيات الحوثية واستحداثها حواجز أمنية تمارس فيها اختطاف المواطنين، مشيرا إلى جرائم نشر أفكار طائفية في المؤسسات العامة والجامعات وفرض ونشر الأفكار الطائفية في عدد من مساجد إب، فضلا عن إسقاط أسماء معلمين من كشوفات المستحقات المدعومة من اليونيسف لـ(2600) معلم ومعلمة.

وفي نهاية الشهر الفائت، تزامنا مع احتفال الحوثيين بذكرى النكبة، قامت مليشيات الحوثي في محافظة إب بإغلاق المكاتب الحكومية لتجبر موظفيها على الحضور في مسيرة مؤيدة لها، بينما أجبرت طلاب المدارس على الحضور وإيقاف العملة التعليمية في مشهد يؤكد استغلال الوظيفة العامة والمدارس ومؤسسات الدولة لمصالح وأهداف المليشيات الحوثية.

وبحسب مصادر أكاديمية في جامعة إب، فإن مليشيات الحوثي أجبرت طلاباً في الجامعة على حضور دورات طائفية بهدف إقناعهم بالمشاركة في الذهاب إلى الجبهات.

وأجبرت مليشيات الحوثي قيادة جامعة إب والجامعات الأهلية على دفع جبايات مالية جديدة تحت مسمى كسوة العيد لمقاتلي المليشيات.

- احتجاز وبيع المساعدات

تمارس مليشيات الحوثي المدعومة من إيران انتهاكات كبيرة بحق العمل الإغاثي في محافظة إب، ونهبت العديد من شحنات المساعدات الدولية المخصصة للمحافظة بتواطؤ من القائمين على المبادرات والمنظمات العاملة في الإغاثة. كما وثق سكان قيام الحوثيين بسرقة كميات كبيرة من المعونات الإنسانية وبيعها لتجار.

وبحسب الناشط أمين الشفق، فقد منعت المليشيات دخول المواد الغذائية والأدوية الخاصة بمركز الغسيل إلى المحافظة أكثر من 20 مرة في منفذ جمرك استحدثته المليشيات في نقطة شبان وميتم، وقد بلغ عدد "القواطر" التي تم حجزها 79 قاطرة منذ إنشاء المنافذ وحتى اليوم.

وفي فبراير 2019، استنكر وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبد الرقيب فتح، احتجاز مليشيات الحوثي الانقلابية لـ28 شاحنة تحمل مساعدات إغاثية وإنسانية في المدخل الشرقي لمحافظة إب، منها 13 شاحنة قادمة من محافظة عدن، وتحمل مساعدات مخصصة لمحافظات الحديدة وحجة والمحويت وريمة وصعدة وتعز.

وكانت منظمة "كير"، وهي منظمة إغاثية دولية، قد أوقفت أنشطتها في محافظة إب، بعد اعتداءات من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية طالت عاملين إغاثيين في المنظمة.

وكان برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة قد أعلن، فى وقت سابق، أنه بدأ تعليقا جزئيا لعمليات تقديم المساعدات الغذائية فى المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثى فى اليمن، بعد سلسلة الانتهاكات الحوثية بحق العمل الإنساني.

- سطو ونهب ممتلكات

عمدت المليشيات الحوثية والانقلابية بشكل عام إلى السطو على أراضي محافظة إب منذ أن وطأت أقدامها المحافظة، وتشهد أراضي المواطنين والممتلكات العامة في محافظة إب عمليات نهب منظمة من قبل قيادات حوثية منذ سيطرة الانقلابيين على المحافظة في العام 2014.

وأظهرت وثائق متعددة قيام المليشيات الحوثية بالسطو على أراضٍ متعددة في إب تحت مسمى الصرف من أراضي وعقارات الدولة.

ففي الثامن والعشرين من فبراير الماضي، كشفت وثيقة عن طلب محافظ محافظة صنعاء الموالي للحوثيين قطعة أرض من الأراضي التابعة للأوقاف في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وبحسب الوثيقة، فإن محافظ صنعاء المعين من قبل الحوثيين، حنين محمد قطينة، وجّه مذكرة إلى محافظ إب عبد الواحد صلاح يطلب فيها منحه قطعة أرض من أوقاف المحافظة.

وفي 25 سبتمبر 2019، سطا مسلحون حوثيون على أراضٍ خاصة بمواطنين في محافظة إب، وعمل القيادي الحوثي إياد الأبيض، وهو مشرف حوثي ميداني، بالسطو بقوة السلاح على أرضية تابعة لنساء وأرامل في منطقة "كدام" بدار العلفي بعزلة الحوج العدني بمديرية المشنة.

مؤخرا، وبحسب المركز الإعلامي لمحافظة إب، فقد
انتشرت ظاهرة السرقات والسطو المسلح على ممتلكات الدولة والمواطنين في ظل فوضى أمنية تشهدها المحافظة الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية.

وقالت مصادر محلية إن مولدات ومحولات كهربائية تابعة لمؤسسة الكهرباء بمدينة إب تعرضت للسرقة، في الوقت الذي أشارت فيه المصادر إلى وقوف قيادات حوثية -تستثمر في مجال الكهرباء- خلف السرقات التي تتعرض لها ممتلكات مؤسسة الكهرباء.

- المقابر لم تسلم من الحوثيين

بحسب سكان من أبناء المحافظة، فقد تعرضت مقابر الموتى في محافظة إب لسلسلة طويلة من الاعتداءات المتكررة من قبل نافذين وقيادات من مليشيات الانقلاب الحوثية.

وحصل موقع الإصلاح نت على قائمة بعدد أبرز المقابر التي تم الاعتداء عليها من قبل نافذين ومشرفين حوثيين على 15 مقبرة في المحافظة، والذين قاموا بتحويلها إلى أراضٍ خاصة وعقار معروض للبيع:

1- مقبرة الخربة.
2 - مقبرة الغفران.
3 - مقبرة بردان.
4 - مقبرة أكمة الصعفاني.
5ـ مقبرة النادرة.
6 - مقبرة جوبلة.
7 - مقبرة معيد.
8 - مقبرة منزل الراعية.
9 - مقبرة شعب الجمل.
10 - مقبرة ذي أسود.
11 - مقبرة المشراق.
12 - مقبرة سوق الثلوث.
13 - مقبرة الواسطة.
14 - مقبرة الشعبة.
15 - مقبرة القريتين.

وبحسب مصادر محلية، فإن هناك تصاعدا في الاعتداءات على مقابر الموتى بالمحافظة من قبل قيادات من مليشيات الانقلاب.

- تجنيد الأفارقة وتوطينهم في إب

في أغسطس المنصرم، تداول ناشطون في محافظة إب أخبارا تفيد بأن المليشيات الحوثية عملت على إنشاء معسكر كبير في مدينة إب لغرض استقطاب واستقبال المهاجرين الأفارقة من أجل تجنيدهم في صفوفهم بعد أن تقوم بإغرائهم بالأموال ومنح الرواتب.

وأكد الناشطون أن قيادات في مليشيات الحوثي في إب أقدموا على تسليم مساحة واسعة من الأرض لمنظمة اللاجئين الأممية من أجل إقامة المعسكر الذي تقدر مساحته بنحو 8 آلاف متر مربع، بينما أبدى الناشطون قلقهم من السلوك الحوثي الرامي إلى تحويل مدينة إب إلى موطن لنحو 100 ألف مهاجر إثيوبي.

- خلافات النفوذ والمناصب

وشهدت محافظة إب خلال الأشهر الماضية خلافات حادة وغير مسبوقة بين قيادات وأجنحة المليشيات الحوثية، تعود في مجملها لصراع حول النفوذ والمناصب والجبايات المالية وأراضي مدينة إب، والتي تعد الأغلى في أسعار الأراضي من بين جميع المحافظات اليمنية.

ونتج عن الخلافات سقوط قتلى وجرحى بينهم قيادات رفيعة أبرزهم القيادي الحوثي إسماعيل عبد القادر سفيان، الذي عينته المليشيات سابقا وكيلا للمحافظة، كما نتج عن الخلاف إقالة القيادي الحوثي عبد الحافظ السقاف من منصبه كمدير لأمن محافظة إب، وتعيين القيادي محمد الحمزي بديلا عنه، على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة إب نهاية يونيو 2019.

كلمات دالّة

#اليمن #اب