الخميس 28-03-2024 19:22:31 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

انتهاكات الحوثيين بصعدة ضد الإصلاح والسكان.. حصاد الدم والدمار

الأحد 18 أغسطس-آب 2019 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت - تقرير خاص/ علي العقبي

  

مارست مليشيات الحوثي الانقلابية ضد قيادات وقواعد التجمع اليمني ‏للإصلاح بمحافظة صعدة جرائم وانتهاكات بشعة، ومارست مختلف أساليب التضييق والإقصاء والقمع للانتقام من حزب الإصلاح، كونه أبرز رافضي مشاريع التمرد على الدولة، والأكثر تنظيما وشعبية في الشارع اليمني.

ومنذ وقت مبكر من تمرد الحوثيين في صعدة (مقر معقلهم في شمالي اليمن) كان صوت زعيمهم هو الغالب، وأنه لا قِبَل لأحد في إبداء معارضة له في هذه المحافظة، ولقد نالت صعدة النصيب الأكبر من جرائم هذه العصابة، وتشرد من أهلها الآلاف، ودُمرت مئات المنازل، وظُلم الكثير على يد الحوثيين.

في التقرير التالي سنسلط الضوء على بعض انتهاكات مليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة صعدة، وإحصائيات بجرائمهم التي طالت حزب الإصلاح وما تعرضت له قياداته ومؤسساته في المحافظة.

- انتهاكات الحوثي بحق الإصلاح في صعدة

في تصريحات خاصة يتحدث الأستاذ صالح محفل، رئيس دائرة الإعلام للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة صعدة، عن الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية في المحافظة بحق الإصلاح هناك، ويقول: "تعرض أعضاء وقيادات الإصلاح للإرهاب والانتقام والتنكيل والتشريد من قبل مليشيات الحوثي فى محافظة صعدة خلال سنوات الحروب الست وبصورة مستمرة حتى إنه لا يمر يوم إلا وهناك انتهاك أو جريمة ترتكب بحق الإصلاحيين في المحافظة".

- صعدة مقبرة لكل معارض للمليشيا

وعن إسكات الأصوات الحرة المناهضة للحوثي، يقول الأستاذ صالح محفل: "كان أول هدف لمليشيات الحوثي عند سيطرتها على أي منطقة أو مديرية هم شباب الإصلاح بدءًا باقتحام المقرات ونهب محتوياتها، كما حصل في مديريتى حيدان وساقين، لأنها أول مديريات استطاعت مليشيات الحوثي السيطرة عليها".

وأضاف: "عملت مليشيات الحوثي في محافظة صعدة على اقتحام المقرات واختطاف عدد من الشباب وتعذيبهم وتغييبهم عن أسرهم عدة أشهر ومنع أي صوت للإصلاح أو معارض للحوثي، واستمرت الانتهاكات والجرائم فى مديريات المحافظة حتى تم اقتحام مركز المحافظة".

- نهب وإقصاء وتضييق على الإصلاحيين

ويؤكد رئيس دائرة إعلام الإصلاح في صعدة أن "مليشيا الحوثي الإجرامية اقتحمت مركز مديرية باقم وكان أول ما قامت به هو تفجير مقر الإصلاح ونهب ما فيه، كذلك استغلت المليشيات مكتب الأوقاف فى المحافظة للسيطرة الكاملة على عقارات الأوقاف".

ويضيف: "كنا مستأجرين مقرا للإصلاح من مباني الأوقاف فتم السيطرة عليه بحجج واهية، وهددوا المواطنين في محافظة صعدة بمنع تأجير العقارات للإصلاحيين، ومنعوا الموظفين المنتمين للإصلاح من ممارسة أعمالهم وكلفوا عناصر حوثية بدلا عنهم".

- في عهد المليشيا انتهت التعددية السياسية

يقول القيادي في إصلاح صعدة صالح محفل -في تصريحات خاصة- إن "مليشيا الحوثي قضت على التعددية السياسية ومنعت ممارسة العمل الحزبي، ومنذ بداية انقلابها عملت في محافظة صعدة على مداهمة مئات المنازل لشباب الإصلاح وقامت بتهديدهم وتحذيرهم من ممارسة أي عمل حزبي، وكانوا يقولون: الحزبية ممنوعة.. القول قول السيد والرأي رأيه".

وأضاف: "شرد الحوثيون المئات من الإصلاحيين بالقوة ومنعوهم من زيارة آبائهم وأمهاتهم وأسرهم عدة سنوات، فكان الحل الأقرب هو خروج الأسرة إلى عمران أو صنعاء لزيارة ابنها".

وقال محفل: "اختطف الحوثيون في محافظة صعدة أمين المكتب التنفيذي للإصلاح الشيخ على بن غايب زيد، رحمه الله، ولم يشفع له عندهم بأنه كبير في السن وبقي لديهم فى سجن انفرادي عدة أيام، وقد دان المشايخ والعقال والسياسيون في المحافظة هذه الجريمة حينها".

وفي مقال سابق لرئيس الدائرة الاجتماعية للإصلاح بمحافظة صعدة، الشيخ هادي طرشان الوائلي، عن التضييق والانتهاكات التي تعرض لها الحزب في المحافظة، قال الوائلي: "إن الإصلاح في صعدة سيبقى شامخاً شموخ جبال صعدة الشامخة: دلعان، وعنم، والمخروق، والدامغ، وبراش، ‏وبضيع، وحرُم.. سيبقى ما بقيت وديانها الفيحاء: وادي آل جبارة، وادي مذاب، وادي ‏بدر، وادي علاف، وادي أملح، وادي نشور.. سيبقى الإصلاح ما بقيت رحبان وضحيان ‏وجيفان، ومابقيت (تي قرهد) بحيدان و(امجلة) بقطابر و(الهجرة) بفلّة و(الخزاين والحبس) في ‏سحار (وأم الرياح)في همدان و(حينمة) في رازح".

وأضاف: "سيبقى الإصلاح راية بيضاء نقية مهما حاول الحوثي تلطيخها.. سيبقى الإصلاح رائحة عطرة ‏زكية مهما حاول الحوثي دفعها عن الناس أو دفع الناس عنها فإنها تصلهم ويستنشقونها بلذة ‏وشوق.. سيبقى الإصلاح لذيذا يتذوقه أبناء صعدة كلذة الرمان الخازمي ولذة العنب العويري ‏ولذة البرقوق الرحباني ولذة البلس الصيفي ولذة البُن العلّاني.. رغم ممارسات الحوثي اللاإنسانية، سيبقى الإصلاح في صعدة عنوانا للسلم والسلام رغم المعاناة ورغم الجراح ‏وسيصبر ويصبر ويصبر حتى يمل الصبر من صبره، وعندها يقضي الله أمرا كان مفعولا".

- ممتلكات الإصلاحيين

ومن ضمن الانتهاكات التي طالت ممتلكات أعضاء وقيادات الحزب في محافظة صعدة، أكد رئيس الدائرة الإعلامية بالمحافظة بأن مليشيا الحوثي سيطرت على منازل ومزارع الإصلاحيين ومحلاتهم التجارية ونهبتها، كما شكلت عصابات مدربة تقوم بالاعتداء على الإصلاحيين إلى قراهم تحت أي ذريعة وقتلهم بين أهاليهم وإرهاب العامة.

وفي مارس من العام 2016، سيطرت مليشيا الحوثي على منزل رئيس حزب الإصلاح في مدينة صعدة وحولته إلى مقر لها. وخلال حروب مليشيا الحوثي منذ تقدمها في حرب دماج، عمل مسلحوها على اقتحام منازل معارضيهم والسيطرة عليها، علاوة على تفجيرها، بالإضافة لتفجير دور العبادة.

- جرائم بشعة

أما بالنسبة للانتهاكات والتعذيب الذي طال قواعد وقيادات الإصلاح في صعدة، يقول القيادي في إصلاح صعدة صالح محفل إن "مليشيا الحوثي اعتدت على العديد من خطباء المساجد في المحافظة وقامت بضربهم بأعقاب البنادق واختطافهم وإخفائهم".

وذكر أن "من أنواع التعذيب أن المليشيات تتعمد سب زوجات النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه والسخرية منهم بصوت مرتفع حتى يسمعه المختطف، وأيضا ينقلون إليه الأخبار الكاذبة عن أسرته لتخويفه وإرهابه، ويسجنونه في أماكن باردة، ويمنعون عنه الأكل والماء والفراش، فكانوا يعطونهم خبزا ناشفا منذ عدة أيام".

واستطرد محفل: "تم اختطاف المئات من شباب الإصلاح وهم فى محلاتهم التجارية أو من المساجد أو من الطرقات أو الأسواق لعدة أشهر، وتعذيبهم فى السجون بالضرب المبرح حتى يغمى عليهم، وعملنا على إسعاف العديد من شباب الإصلاح بعد خروجهم إلى مستشفيات العاصمة وعرض حالاتهم على القادة السياسيين وقادة الأحزاب والمنظمات الدولية، وللأسف كان التفاعل لا يرقى إلى مستوى الحدث".

- تحذير من جرائم الحوثي

أكد رئيس دائرة الإعلام للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة صعدة أن الإصلاح حذر من خطورة وجرائم الحوثيين وانقلابهم من وقت مبكر، وقال: "ناشدنا الجميع وحذرنا الجميع من خطورة فكر مليشيات الحوثي وبأنها تسعى لإسقاط العاصمة والاستيلاء على الحكم فما كانوا يصدقوننا بهذا".

وأضاف: "وبالرغم من الإرهاب والبطش والظلم المنظم ضد الإصلاح إلا أن المجتمع فى صعدة كان يقاوم ويرفض ويدين هذه الانتهاكات بصور متعددة وكان له أثر في الحد منها".

- إحصائية بأبرز الانتهاكات التي طالت إصلاح صعدة

حصل موقع الإصلاح نت على إحصائية خاصة بالانتهاكات التي طالت حزب الإصلاح وما تعرضت له قياداته ومؤسساته في محافظة صعدة منذ بداية تمرد مليشيات الحوثيين على الدولة، وتوزعت الانتهاكات كالتالي:

- 150 شهيدا.
- 115 جريحا.
- 837 مختطفا تم تعذيبهم.
- 98 منزلا هدمت وفجرت.
- تفجير مقر واحد للإصلاح.
- نهب أثاث 11 مقرا للإصلاح.
- 115 منزلا ومحلا تجاريا خاصة بقيادات وأعضاء الإصلاح تم نهبها والاستيلاء عليها.

وفي 4 مايو 2013، دان التجمع اليمني للإصلاح في محافظة صعدة مداهمة مسلحين من جماعة الحوثيين لمساجد في المحافظة، وقال إنها تكشف زيف ادعاءات الحوثيين بالتعايش، وتلك مساجد كان يديرها محسوبون على السلفيين والإصلاحيين في صعدة.

وفي تقرير حقوقي سابق لمنظمة "وثاق" الحقوقية، نشرته في أكتوبر من العام 2012، قالت المنظمة إنها رصدت ثمانية آلاف و794 حالة انتهاك ارتكِبَتها مليشيا الحوثي في محافظة صعدة بحق المواطنين المدنيين منذ 2004 وحتى 2011، منذ بداية الظهور العسكري للجماعة في 2004 في محافظة صعدة، وبلغت عدد حالات التهجير القسري 5300 شخص من صعدة.

كما قام الحوثيون بقتل 531 شخصاً جميعهم مدنيون، بينهم 59 طفلاً و48 امرأة، ودمروا وسيطروا على 497 منزلاً تابعاً للمواطنين.

وأشار التقرير إلى أن مجموع المُختَطَفين في محافظة صعدة 47 شخصاً من المدنيين، وهم مختفون قسرياً منذ سنوات ولا تعلم أسرهم عن مصيرهم شيئاً، وأن الحوثيين يديرون 36 سجناً في سبع مديريات في صعدة.

وفي 23 مارس 2016، دان التجمع اليمني للإصلاح إعدام الحوثيين لـ14 مختطفاً في محافظة صعدة، وقال الحزب في بيان إن المليشيات الانقلابية أعدمت 14 مختطفاً إثر تفجيرها منزلاً حولته إلى سجن لعدد من أبناء منطقتي "العبدين" و"غراز" بمحافظة صعدة.