السبت 20-04-2024 09:44:46 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

إصلاح الجوف.. تضحيات بلا حدود في مواجهة الانقلاب

الثلاثاء 23 يوليو-تموز 2019 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت - الجوف - علي العقبي

 

تصدت محافظة الجوف للمتمردين الحوثيين منذ وقت مبكر، ووقف أبناء المحافظة ومعهم المكونات السياسية الوطنية في المحافظة موقفا قوياً في التصدي للمشروع الإيراني عبر أدواته في اليمن (الحوثيين)، وكان للتجمع اليمني للإصلاح الحضور القوي والدور المحوري في مواجهة الانقلاب، وقدم الإصلاح في هذه المحافظة تضحيات كبيرة خلال معركة التحرير والتصدي للمحاولة الحوثية بإسقاط المحافظة.

في هذا التقرير سنورد إحصائية بالأسماء والمعلومات تتحدث عن دور حزب الإصلاح في الجوف وتضحياته الجسيمة في خوض معركة التحرير ومواجهة المشروع الإيراني والدفاع عن الجمهورية وإسناده لعاصفة الحزم ومساهمته في إعادة بناء الدولة.

وفي تصريحات خاصة، يتحدث الدكتور عبد الحميد محمد عامر، رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة الجوف، عن دور الإصلاح في الجوف في مواجهة الانقلاب ومساندته لعاصفة الحزم وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وعن موقف الأحزاب السياسية الأخرى في المحافظة في التصدي
للانقلاب.

وقال: "إن التجمع اليمنى للإصلاح سجل أدوارا نضالية بارزة فى مواجهة التيار الإيراني منذ إعلان التعددية السياسية مطلع التسعينيات، وعمل على تسنين أجزاء كبيرة من المحافظة وجذر القيم الإسلامية الأصيلة، فى منطقة كان هذا التيار يراهن عليها منذ زمن طويل".

وأضاف: "حمل الإصلاح المشروع الوطنى وغرس المبادئ التى تؤمن بالمساواة والحرية والعيش المشترك وناهض بقوة كل مشاريع التعصب والتخلف والعنصرية، وصد زحوف الفكر العنصري ثقافيا وعسكرياً ودفع الثمن غاليا من أعز أبنائه وأنصاره، وهو وحيد زمن كان الكثير وقتها يتجنى على الإصلاح غير مدركين خطورة المشروع الحوثي حتى وقع الفأس فى الرأس كما يقال".

وعن إسناده لعاصفة الحزم، يقول الدكتور عبد الحميد عامر، رئيس المكتب التنفيذي لإصلاح الجوف: "كان الإصلاح أول من ساند قرار عاصفة الحزم واعتبره قرارا تاريخيا للعرب فى مواجهة المشروع الإيراني الرامى لاجتياح المنطقة، كما اعتبره تلبية لواجب النصرة وتأكيد مضامين الدفاع المشترك، فهي بحق علامة مضيئة فى تاريخ العرب ودور بارز للمملكة تجاه عمقها اليمني".

وفي إعادة بناء الدولة، يؤكد رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة الجوف أن الإصلاح "ساند كل جهود السلطة المحلية في محافظة الجوف فى إعادة وترميم العمل الإداري والخدمي والأمني وبذل جهوداً جبارة للعمل على تطبيع الحياة فى المحافظة"، وأثنى على جهود السلطة المحلية بقيادة المحافظ العكيمي وطاقمه، وقال: "نعتبر ما تحقق على هذا الصعيد شيئا إيجابيا جدا ونطالب بالمزيد بتعويض الجوف عن سنوات الحرمان والتهميش".

  

الأحزاب في الجوف تشارك المعركة

شاركت الأحزاب السياسية في محافظة الجوف في معركة تحرير المحافظة من الانقلابيين الحوثيين وكان لها دورا ملموسا ومساندا للمقاومة.

يقول رئيس المكتب التنفيذي لإصلاح الجوف: "هناك جهود مقدرة لكافة القوى السياسية بالمحافظة اتضحت من خلال مساندة قياداتها للدفاع عن المحافظة وقدمت العديد من الشهداء من الصف الأول منها أمثال الشهيد محمد صالح حزام رئيس اللجنة التنفيذية للمشترك ومسؤول القوى الشعبية، والشهيد صالح زايد سكرتير ثانٍ للحزب الاشتراكي، وجميل سعد النوفي أحد قيادات المؤتمر الشعبي العام، والكثير الكثير وليس الإحصاء، ولا ينفى هذا مواقف بعض قيادات تلك الأحزاب من الاصطفاف مع الحوثي لكن هذا لا يقلل من أدوار الرجال الكرام الذين اصطفوا إلى جانب الإصلاح للدفاع عن الجوف وأهلها، وسجلوا مواقف خالدة مدى الزمن".

 

دور رائد ومحوري للإصلاح

لعب التجمع اليمني للإصلاح دورا كبيرا في الدفاع عن الدولة والتصدي للمشروع الإيراني، وتجلت أدوار حزب الإصلاح الوطنية والنضالية في مختلف جبهات مواجهة المشروع الإمامي الممول من إيران.

يقول خالد الشراري، وهو عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ورئيس الدائرة السياسية للحزب بالجوف: "كان للإصلاح وما زال الموقف المشرف والقوي على مستوى الجمهورية وبمحافظة الجوف بوجه خاص في مواجهة المليشيات الانقلابية ومشروعها، ولا ينكر أو يجحد ويقلل من دور الإصلاح إلا شخص غير واقعي ولا يسعى للحقيقة والإنصاف".

ويضيف رئيس الدائرة السياسة في منظمة الحزب الاشتراكي بالجوف: "كان لبقية أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة -باستثناء حزب الحق- دورا رافدا إلى جانب حزب الإصلاح حيث كنا مثلا نحن في الاشتراكي من أوائل المناهضين للمشروع الحوثي وقدمنا شهداء وجرحى.. في البداية أيضا استشهد مسؤول اتحاد القوى الشعبية في المواجهات.. كذلك موقف مسؤول الحزب الناصري، إضافة إلى قيادات في حزب الرشاد والمؤتمر، إلا أن دور الإصلاح كان الدور المحوري في مواجهة المشروع الإيراني عبر أدواته في اليمن (الحوثيين)".

  

قيادات الإصلاح في الجوف شهداء

حصل موقع الإصلاح نت على إحصائية بأسماء قيادات المكتب التنفيذي للإصلاح في محافظه الجوف الذين استشهدوا وهم في مقدمة الصفوف في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وعددهم 13 قياديًا، وهم:

1 - عبد الله محمد شيحاط، رئيس دائرة الإعلام.
2 - ناجي مصلح نسم، رئيس الدائرة الاجتماعية.
3- أحمد محسن نجدة، رئيس الدائرة السياسية.
4- محسن عبيد الشاوي، رئيس دائرة الانتخابات.
5- خالد محسن الهدي، رئيس دائرة التعليم.
6- عبد الله محسن عسكر، رئيس دائرة الإرشاد.
7- مبارك حمد العبادي، رئيس دائرة الإعلام.
8- مصلح مصلح شريان، رئيس دائرة الانتخابات.
9- محمد مصلح نسم، رئيس دائرة النقابات.
10- عبد الهادي حوام، رئيس الدائرة القضائية.
11- خالد حمامة، رئيس دائرة التعليم.
12- منصور يحيى الشجني، دائرة الخدمات.
13- حميد زائد بن عافية، قطاع الصحة.

هؤلاء جميعهم قيادات الصف الأول للحزب في المحافظة كانوا في مقدمة الصفوف لمقاومة الانقلاب. قدم هؤلاء القادة دروساً في التضحية من أجل الوطن وكرامة الشعب، بالإضافة للعديد من قيادات فروع الإصلاح في الجوف، الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل اليمن وجمهوريته واستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب.

وعلى مختلف الجبهات يتوزع شباب الإصلاح في الجوف في معركة التحرير واستعادة الدولة، والتصدي للمشروع الإيراني، فمنهم من استشهد في معركة الكرامة الوطنية، وآخرون جرحى أصيبوا، وآخرون في سجون المليشيات.

انتهاكات المليشيا.. تفجير المنازل والمقرات

أدركت مليشيات الحوثي أن الإصلاح هو صاحب المشروع الوطني الذي يقف أمام مشروعها العنصري التدميري، فركزت على استهداف قياداته ونهب واحتلال مقرات ومنازل قياداته وتفجيرها، في تحدٍّ لكل القوانين الإنسانية. ففي محافظة الجوف عملت مليشيا الحوثي الانقلابية على تفجير العديد من منازل قيادات الحزب في المحافظة وفجرت المقرات والمؤسسات، وهذه وسيلة انتقامية تمارسها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لإرعاب المخالفين والخصوم.

وبحسب تصريحات لمسؤول في المكتب التنفيذي لإصلاح الجوف، فإن المليشيا فجرت مقر المكتب التفيذي بالحزم عاصمة المحافظة في يوليو من العام 2015م، وفجرت مقرين في مديرية خب والشعف، كما نهبت 9 مقرات ومؤسسات تابعة للإصلاح في المحافظة، وقامت بتفجير عشرات المنازل لقيادات الحزب في الجوف، أبرزها تفجير منزل الشيخ الحسن أبكر، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات في الجوف وقاد مقاومتها قبل أن تتكون المقاومة الشعبية في بقية المحافظات.

ففي منتصف العام 2014م، كان القيادي الحسن أبكر يقود مقاومة شرسة في مواجهة الحوثي سقط خلالها مئات القتلى والجرحى، وكانت حينها عدد من وسائل الاعلام تصور تلك الحرب بأنها بين مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح، وسقط العديد من أقاربه شهداء وجرحى بينهم بعض أبنائه.

وفي نهاية العام 2015م، فجرت مليشيا الحوثي منزل القيادي الشيخ صالح الروساء، وهو أحد أبرز مشايخ ووجهاء محافظة الجوف ومن قادة المقاومة الأوائل، وتعرض لعدة إصابات وهو يقاوم مليشيا التمرد الحوثية وهو في مقدمة الصفوف في معركة تحرير المحافظة من المليشيا.

كما قامت المليشيا باختطاف العشرات من قيادات وأعضاء الإصلاح في محافظة الجوف وبادلتهم بأسرى حرب من مقاتليها في الجبهات.

 

الجوف اليوم

استطاعت السلطة المحلية في الجوف حالياً أن تنقل المحافظة نقلة نوعية من الوضع السابق الذي عاشته لقرون من التهميش بدون أي خدمات إلى تحقيق وتوفير العديد من الخدمات في مختلف المجالات كالتعليم والصحة والطرق، وتشهد اليوم محافظة الجوف نهضة عمرانية وتنموية في مختلف المجالات.

وقال رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح في محافظة الجوف عبد الحميد عامر -في تصريحات خاصة- إن "محافظة الجوف اليوم تتلمس الطريق وتغادر الماضى الكئيب بكل صوره، وتشهد نهضة عمرانية وتحديثا لكل مناحي الحياة.. الطرق تتعبد، وفرع جامعة سبأ يفتح أبوابه ليوفر عناء البحث للراغبين في التعليم الجامعي الذى ظل خمسين عاما حلما يراود الجوفيين، والخدمات الصحية الراقية، والكهرباء، وتوفر الأمن وأجهزة الضبط، وتفعيل المحاكم والنياية، وحركة الاستثمار، كلها تعني التغيير الهائل فى المحافظة، وكان الفضل فيها بعد الله يعود إلى ضيوف المحافظة القادمين من كل أنحاء الجمهورية بعدما ضيق الحوثيون على الناس معيشتهم وأرزاقهم".

 

وأضاف: "ساهموا بشكل فعال فيما وصلت إليه المحافظة، وهناك آمال يعقدها المواطنون فى الجوف على مكتب الإعمار السعودى بمد المحافظة بالمشاريع العملاقة التى توفر حياة الرفاهية للمواطن وتوثق الصلة بالجيران".

وحذر من بقاء مليشيا الحوثي في بعض مناطق ومديريات المحافظة، قائلا إن تهديد المناطق المحررة لا يزال كبيرا، وما لم تكن هناك خطة محكمة لا تستثني شبرا من المحافظة فسيظل الخطر قائما.