الثلاثاء 16-04-2024 16:04:38 م : 7 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

نازحوا مأرب.. من معاناة التشرد الى معاناة الأمطار

الخميس 23 مايو 2019 الساعة 10 مساءً / الاصلاح نت - خاص/ عبدالسلام الغباري

ضاعفت الأمطار والسيول الجارفة معاناة النازحين في محافظة مأرب شرقي البلاد، وانهارت عشرات المنازل الطينية في مخيم للنازحين نتيجة هطول الأمطار وارتفاع منسوب مياه السيول التي اجتاحت المنازل والخيام المجاورة للسائلة.

وخلال الأربعة الأيام الماضية، هطلت أمطار بشكل متقطع على محافظة مأرب، تسببت في انهيار أكثر من أربعين منزلا (مبنية من الطين) في مخيم الجفينة شرق المدينة، وأجبرت عددا من العوائل على مغادرة المخيم إلى أماكن أخرى. ويبلغ عدد الأسر في المخيم 3200 أسرة بعدد أفراد نحو 13 ألف نازح، معظمهم من محافظات صنعاء، والحديدة، والمحويت، وريمة، وعمران.

معاناة سكان المخيم

موقع "الإصلاح نت" زار المخيم والتقى أحد النازحين، واطلع على وضع المخيم وحياة النازحين فيه. فؤاد محمد، نازح منذ عامين في محافظة مأرب، يقول إن غلاء العقارات وجنون ملاكها أجبر الأسر النازحة على بناء منازل طينية في مخيم الجفينة، الأمر الذي سهل الحياة على الأسر النازحة. استطاع فؤاد بناء منزل لأسرته في المخيم يتكون من غرفتين ومطبخ وحمام، بتكلفة بلغت أكثر من مليوني ريال يمني.

وخلال حديثه لموقع "الإصلاح نت"، سرد فؤاد معاناة جاره أبو بكر والذي تهدم منزله جراء الأمطار. يقول فؤاد إن جاره أبو بكر كان على وشك استكمال بناء منزله لجلب أسرته والعيش معها، لكن الأمطار الغزيرة والسيول سبقت الأسرة إلى المنزل وهدمت ما تم بناؤه، موضحا أن جاره أبو بكر استكمل بناء الأساس والجدران وسقف المنزل بتكلفة بلغت مليونا وثلاثمئة ألف ريال، وكان يستعد لاستكمال بعض "التشطيبات"، لكن السيول داهمت المنزل لأنه لم يكن قد تم تحصين المنزل القريب من السائلة الرئيسية.

وأشار فؤاد إلى أن هناك أكثر من أربعين منزلا صار حالها كحال منزل أبو بكر، وهناك أسر اضطرت إلى مغادرة المخيم بسبب السيول الجارفة.

أضرار واحتياجات

وبحسب شهادات نازحين، فإن 43 منزلا طينيا بالمخيم تهدمت كليا، بينما تضرر أكثر من 100 منزل بشكل جزئي، وباتت الأسر المتضررة بحاجة ماسّة إلى مساعدات إيوائية لإنقاذها. كما دمرت السيول الطريق الواصل إلى المخيم، وباتت معظم المنازل مهددة بالانهيار في حال استمرت الأمطار وزاد تدفق السيول التي تتجمع من الوديان الأخرى.

ويعد المخيم من أكبر المخيمات الواقعة على مجرى الوادي ومن أكثرها تضررا من الأمطار والسيول، ويفتقر إلى الخدمات الأساسية ومشروع الصرف الصحي، كما يمثل البناء العشوائي في المخيم التحدي الأبرز، وكذلك الربط العشوائي للكهرباء.

ويأمل النازحون في المخيم أن تعمل السلطات المحلية والمنظمات المحلية والدولية على مساعدتهم لبناء ما هدمته السيول، ليعودوا إلى منازلهم. 13 مخيما في مأرب وتحتضن محافظة مأرب أكثر من مليوني نازح من مختلف المحافظات اليمنية، فروا من بطش مليشيا الحوثي الانقلابية، ويتوزعون في 13 مخيما، أبرزها وأوسعها مخيم "الجفينة".

وفي العام 2017، سمحت السلطات المحلية للنازحين ببناء منازل لهم في منطقة الجفينة، لكنها لم تسمح إلا ببناء المنازل الطينية والخيام، كما سمحت بإدخال كنتيرات (غرف جاهزة).

وتعد مشكلة النزوح وارتفاع أعداد النازحين من أهم المشاكل التي تعاني منها محافظة مأرب، والتي تمثل تحديا أمام السلطة المحلية والمنظمات العاملة في المجال الإغاثي والإنساني في المحافظة.

وبحسب الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن، فإن إجمالي عدد النازحين داخل البلاد عام 2018، بلغ 3 ملايين و850 ألف شخص، بزيادة مليون و500 ألف شخص عن عام 2017، منهم 859 ألفاً في محافظة مأرب وحدها.