الثلاثاء 23-04-2024 23:20:26 م : 14 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

المساعدات الإغاثية.. بين نهب الحوثيين وتواطؤ المنظمات الأجنبية

الأربعاء 22 مايو 2019 الساعة 06 مساءً / الاصلاح نت- خاص/ زهور اليمني

  

منذ أكثر من أربع سنوات تعيش اليمن ولا زالت وضعاً إنسانياً بالغ الصعوبة إثر انقلاب مليشيات الحوثي على الشرعية.

ومنذ ذلك الحين ارتكبت هذه المليشيات أبشع الانتهاكات والجرائم بحق أبناء الشعب اليمني، ولعل أبرز هذه الانتهاكات نهب وسرقة المساعدات والإعانات الإنسانية والإغاثية، تحت تهديد وترهيب النازحين والفقراء والمحتاجين، مع العلم أن المبالغ المرصودة لهذا الجانب (الإغاثة) كبيرة جدا، سواء من المجتمع الدولي أو المنظمات الإقليمية، حيث وصلت العام الماضي إلى 2.1 مليار دولار.

فإذا قارنا هذه المبالغ بأوضاع اليمنيين، سنجد فجوة كبيرة، وبناء على آراء عديدة من قطاعات مختلفة عشوائية من 5 محافظات، فإن الكثير من اليمنيين لا تصل إليهم الإغاثات، أو يحتجزها الحوثي الذى لا يسلّم أي جزء منها لغير أتباعه.

عندما بحثنا فى تفاصيل الحكاية وجدنا أن 80% من المعونات يتم تسليمها للحوثيين من المنظمات الدولية، فى الوقت الذى يعانى فيه الكثير من النازحين ومئات الأسر الفقيرة -التي نزحت من مناطقها وافترشت المخيمات والشوارع والمستشفيات- من مجاعة كبيرة وسوء التغذية.

الفجوة بلا شك كبيرة بين أرقام الإغاثات المعلنة والوضع على الأرض، وهذا يطرح عدة تساؤلات: أين تذهب أموال الإغاثات؟ وما قنوات وآليات مرورها إلى اليمنيين؟

 

- التخزين في البيوت

العشوائية التي تدار بها عمليات توزيع المساعدات الإغاثية في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حرمت كثيراً من النازحين من الحصول على المساعدات، وتركتهم يعيشون معاناة كبيرة.

محمد نازح من محافظة الحديدة يحدثنا قائلا: "لم أحصل على أية مساعدات إغاثية أو عينية منذ نزوحي مع أسرتي إلى صنعاء قبل تسعة أشهر، رغم أن المنظمات أرسلتني إلى هيئة تنسيق الشؤون الإنسانية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، كونها الجهة الوحيدة المخولة باعتماد أسماء النازحين، ليتم منحهم مساعدات أو حصص غذائية".

وأضاف: "الإجراءات التي تمارسها المليشيات بحقنا نحن النازحين تعيق وصول المساعدات إلينا، وأحد هذه المعوقات اشتراط وجود البطاقة الشخصية، ونتيجة لتركنا منازلنا بشكل مفاجئ هربا من الموت، فإن معظم النازحين لا يملكون البطاقة، الأمر الذي تسبب بحرمانهم من المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية، وأنا أحد الأشخاص الذين فقدوا بطائقهم، رغم أن هناك من عرف بنا، إلا أن الحوثيين أصروا على حرماني أنا وأسرتي من أي معونات تقدمها المنظمات للنازحين".

وتابع: "حالتي سيئة جدا بسبب نزوحي ولا أجد ما أطعم به أبنائي، وهناك كثير من النازحين مثلي، وغيرنا من الموالين للحوثيين يخزنون المواد الغذائية في بيوتهم، ويقومون ببيعها في الأسواق".

 

- التلاعب بالمساعدات

في تقرير متلفز لشبكة الأخبار البريطانية بي بي سي من مناطق سيطرة الحوثيين، أكد على تلاعب الحوثيين بالمساعدات الإغاثية، حيث عرض التقرير، الذي نشر في 16 أبريل 2019، أدلة من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين على تلاعبهم بالمساعدات.

يقول التقرير إن المواطنين في بني قيس فقراء ويعتمدون على ما تقدمه لهم الأمم المتحدة، لكنها توقفت عن ذلك عقب اكتشاف "برنامج الأغذية العالمي" التابع لها باختفاء إمداداتهم.

في هذا التقرير اتهمت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليزا غراندي، الحوثيين بعرقلة جهود الإغاثة في مناطق سيطرتهم، وقالت: "توجب علينا القول للإدارات المحلية، إن لم تسمحوا لنا بالدخول والقيام بعملنا كما يجب، فإننا لن نستمر في هذا البرنامج".

كما تطرق التقرير إلى معاناة النازحين في ظل عدم وصول المساعدات إليهم، حيث زار مراسل الشبكة البريطانية مخيما للنازحين في منطقة أسلم، يسكنه ومثله من المخيمات 10 آلاف نازح فروا من مناطقهم، بسبب المعارك فيها.

وأكد من هناك منع الحوثيين للأمم المتحدة من الوصول إليه، فتوقف برنامج الأغذية العالمي عن مواصلة تقديم المعونات للنازحين، لأنه لا يمكن للبرنامج مراقبته، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تمنع تقديم المساعدات الإغاثية للنازحين هناك، لأن الحوثيين لم يسمحوا بالدخول إلى مناطق المراقبة المستقلة.

 

- الشكوى لمن؟

يستقبل أكثر من نصف مليون نازح، في مديرية عبس بمحافظة حجة، رمضانهم الخامس في خيام التشرد وسط أوضاع إنسانية صعبة، وشح في الماء والغذاء، ناهيك عن شدة الحر في هذا الوقت من العام.

ومنذ خمسة أعوام ونيّف لم يجد النازحون في هذه المديرية سبيلاً للاحتفاء بشهر رمضان المبارك، بعد أن أصبح جل همهم تدبير وجبتي الإفطار والسحور ومياه الشرب، في ظل انتشار الأمراض المعدية كالكوليرا والملاريا وسوء التغذية، وشحّ المساعدات الإنسانية المقدمة للنازحين.

ورغم القرارات الدولية التي تشدّد على معاقبة المسؤولين عن هكذا مخالفات، فإن تقارير وتوصيات المنظمة الدولية ووكالاتها العاملة في اليمن تتحاشى تماماً تفعيل مبدأ العقاب والردع.

عن هذه الانتهاكات يحدثنا النازح عبده قايد قائلا: "لم نتلق أي مساعدات رغم أن الحوثيين سجلوا اسمي وأسماء الكثير من النازحين، لكننا نفاجأ دائما أن المساعدات لا تصل إلينا ويأخذها المشرفون الحوثيون أمام الجميع، تحت مبرر أن هناك أسر المجاهدين التي هي أشد حاجة للمساعدات منا نحن النازحون".

وأضاف: "المنظمات تسلم المساعدات للحوثيين، ولا يهمها الأمر بعد ذلك هل سلمت لنا أم لم تسلم".

وعندما سألته: لماذا لا يذهب لمسؤولي المنظمات، ويخبرهم بعدم وصول المساعدات له ولغيره من النازحين؟ أجاب: "بالنسبة لي كنازح في منطقة تخضع لسيطرة الحوثي، التصرف هذا قد يؤدي إلى فقداني حياتي، وهذا ما يلمح به المشرفون الحوثيون عندما نطالبهم بالمساعدات التي لم تصلنا".

واختتم حديثة بقوله: "الذل الذي نتجرعه في كل لحظة على يد الحوثيين لا يعلم به إلا الله، ومنه الفرج والمخرج".

وتصديقا لحديث النازح عبده قايد، أكد الدكتور عرفات الحميري، رئيس منظمة رصد لحقوق الإنسان، أن المنظمات الأممية تدعم الحوثيين بشكل مباشر وغير مباشر، فأغلب المساعدات ترسل عن طريق ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم، وهم يوزعونها على جبهات القتال دون المدنيين، وما زالت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ترصدان أكبر عدد من الذين يتعرضون لأمراض سوء التغذية في إب، والحديدة، وصعدة، وعمران، وصنعاء، وهو ما يدل على أن الإغاثات لا تصل للشعب.

 

- الغذاء مقابل تجنيد الأطفال

إنهم يجردونهم من طفولتهم ليضعونهم في خطوط النار، فمقابل قليل من الدقيق والسكر، ينتزعون أولادهم من أحضانهم ليزجوا بهم في جبهات القتال.

 انتهاك في حق الإنسان النازح لا يقره عرف ولا دين، ومع ذلك يضطر الكثير من الآباء للاستجابة لمطلبهم، إما خوفا من بطشهم، أو بسبب حالة الفقر والعوز التي وصلت إليها هذه الأسر.

يخبرنا أحد النازحين في صنعاء أن المخيم الذي يعيش فيه شهد تجنيد الكثير من الأطفال من قبل المشرفين الحوثيين، وبالذات الأسر التي لديها أعداد كثيرة من الأطفال. وقال : "إنهم يختارون الأسر الأكثر فقرا لأخذ أبنائها لجبهات القتال، مقابل إعطائها موادا إغاثية هي مخصصة أصلا للنازحين".

وأضاف: "إحدى الأسر النازحة والمقيمة في هذا المخيم فقدت أربعة من أبنائها العشرة الذين ذهبوا إلى جبهات الحوثيين وقتلوا هناك، مع العلم أن الكثير من الأطفال تنقطع أخبارهم عن أسرهم، والبعض منهم يقتل ولا تملك أسرته الحق حتى في إظهار الحزن على فقده".

 

- زيادة المأساة

تبادل نازحو اليمن في الآونة الأخيرة الأدوار، فنازحو الأمس استقبلوا نازحي اليوم، ونازحو اليوم يهيئون لاستقبال نازحي الغد. ومع تفاقم الملف الإنساني إلا أن اهتمامات المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإنساني استثنت عشرات الآلاف من الإغاثة، وتركتهم عرضة للجوع والعطش والمرض.

إعادة برمجة المساعدات مأساة يقابلها غياب كامل للمساعدات الإنسانية، والإبقاء على المساعدات التي اعتمدت من قبل المنظمات الإنسانية العالمية للنازحين القدامى في عدة محافظات، على الرغم من عودة الآلاف إلى منازلهم واستقرار مناطقهم.

ولكون النازحين القدامى قد عادوا إلى وضعهم الطبيعي، فإن معظم تلك المساعدات تتجه إلى الأسواق، وتباع بأسعار مخفضة وبكميات تجارية، بينما الآلاف من النازحين الجدد يموتون جوعاً.

لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، فهناك الكثير من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي عملت خلال السنوات الماضية، واهتمت بمساعدة الفقراء والمحتاجين خلال مواسم محددة في كل عام كشهر رمضان، غابت عن المشهد تماما، وهو ما فاقم من معاناة النازحين، نتيجة منع الحوثيين لأي نشاط لها في اليمن، كجمعية الإصلاح، ومؤسسة الصالح، والجمعيات الخيرية الإسلامية والإغاثة الإسلامية، وجمعيات أخرى كثيرة.

 

- تهم بالعمالة

وبينما يتعامل الحوثيون مع الأجانب ويستدعون مزيداً من الدعم والمساعدات، ويطالب ما يسمى رئيس لجنتهم الثورية مؤخراً بتحويل السلع العينية إلى مبالغ نقدية تسلم عبرهم، فإنهم يمارسون أساليب قذرة مع المواطنين والمحتاجين، ويتهمونهم بالعمالة للأجانب لمجرد حصولهم على كيس قمح وجالون زيت.

تحدثنا أم عبود حول هذا الموضوع قائلة: "في المدرسة التي التحق أبنائي بها، قامت إحدى المدرسات، وهي مشرفة حوثية، بتسجيل أسماء الطلاب النازحين، وأخذت منهم البطائق العائلية بغرض إعطائهم المساعدات، كما أخبرتنا، لكن الذي حدث هو أنه تم تسليم هذه المعونات عند وصولها للطلبة المعروفين بأن أسرهم حوثية وليسوا نازحين، وعندما سألت المدرسة عن المساعدات التي لم تصلنا أجابتني بنبرة لا تخلو من التهديد: احمدي الله إننا قبلنا أولادك في المدرسة، وإنني لم أخبرهم أنكم عملاء لدول العدوان".

 

- عام آلام النازحين

أينما توجهنا يؤكد سكان العاصمة صنعاء بالذات أن الحوثيين يحتكرون المساعدات الإغاثية التي ترسلها منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية ويوزعونها لمناصريهم، يحدث ذلك في ظل تواطؤ منظمات الأمم المتحدة، والتي تنحاز لطرف الحوثيين وتركت عملها الحيادي في صرف الإغاثة للمتضررين، حيث تعتمد هذه المنظمات على موظفين من أتباع المليشيا أو ما يسمونهم بـ"المتطوعين".

يحدثنا أحد موظفي المنظمات الدولية أن هيئة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة لجماعة الحوثي، تسيطر على المساعدات الإغاثية، وتمنع أي منظمة من تنفيذ أي مشروع أو تقديم مساعدات إلا عبرها، ويتم إيقاف عمل أي منظمة تخالف تعليماتهم.

وأضاف: "قد يكون هذا العام أكثر ألما على النازحين في مناطق عدة، وذلك بعد أن اعترفت جهات دولية عدة بسرقة المواد الغذائية التي تقدمها، وهو ما يمنع وصولها للمستحقين، مما أفرز أزمة إنسانية ظهرت في الأفق خلال الأشهر الماضية، غير أنها من المتوقع أن تتفاقم خلال الشهر الكريم".

وفي نفس السياق، اتهم مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (منظمة مجتمع مدني محلية) نافذين في صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين معنيين بتوزيع المساعدات، باستغلال مناصبهم وبيع المواد الإغاثية الدولية لتجار السوق السوداء بالجملة والتجزئة والتي تباع في كثير من البقالات في صنعاء، على الرغم من أنها تحمل شعار الأمم المتحدة.

وأضاف أن المنظمات الإغاثية الدولية لم تكن على قدر المسؤولية، ولم تقم بدور ملموس، باستثناء بعض المنظمات المحلية، التي قال إنها تقدم مساعدات إنسانية للنازحين.

 

- متاعب العمل الإغاثي

القوافل الإغاثية والعاملون فيها يتعرضون لاعتداءات من الحوثيين، تتنوع بين الاحتجاز لتحصيل إتاوات والسرقة، وبيعها فى السوق السوداء، بالإضافة للمخاطر التى يتعرض لها العاملون في تلك المهمات الإنسانية، آخرها مقتل حنا لحود العضو في منظمة الصليب الأحمر.

وطبقًا لإحصائيات اللجنة العليا للإغاثة، فهناك 65 سفينة تم احتجازها خلال الفترة من 2015 حتى 2018، وخلال الفترة نفسها تم الاستيلاء على 615 شاحنة إغاثية وتفجير 4 منها، بالإضافة إلى 16 واقعة اعتداء على منظمات تابعة للأمم المتحدة والعاملين بها، تنوعت بين القتل والخطف وإغلاق المكاتب بالقوة، وتركزت الانتهاكات فى صنعاء وتعز ثم الحديدة وإب.

وفي تصريح لمدير مشروع الرقابة والتقييم على المشروعات الإغاثية فى اليمن، إيهاب القرشى، لأحد المواقع الإخبارية، تحدث فيه عن معاناة وتعنت الحوثيين تجاه جميع المنظمات، بما فيها الدولية، حيث قال: "إنهم يخالفون معايير التعامل الإنساني مع العاملين في مجال الإغاثة. نحن نوصل الإغاثات للمحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين في صعدة وصنعاء والبيضاء والحديدة، بالمشاركة مع المنظمات المحلية".

وأضاف: "نعم المليشيات تستثمر إعانات وإغاثات اليمنيين في المجهود الحربى، بدليل أن المجاعة تظهر في الحديدة التي بها أكبر مخزن للغذاء العالمي، و70% من سفن الإغاثة".

وعن تسليم المساعدات للحوثيين تحدث قائلا: "للأسف المنظمات الدولية تواجه ضغوطًا، لكون مكاتبها ومقراتها فى صنعاء، فيتم تسليم الجزء الأكبر من الإغاثات للحوثيين، ويتم توزيعها عبر جمعيات تابعة لهم، وبالآليات التى يضعونها. نحن نتمسك بهم كشريك معنا، وجودهم مهم لكنهم يقعون فى بعض الممارسات الخاطئة وننتقدها".

ومضى يقول: "نعم هذا خطأ (تسليم المساعدات للحوثيين)، والمفترض ألا تسلمها لمن يسرقونها، المفروض أن يسلمونها للشركاء الذين هم أمناء فى العمل. الأمم المتحدة مسؤولة عن الوصول لعمق مناطق الصراع، ومسؤولة عن وصول الأموال للمحتاجين وليس لمن يحاصرونهم".

ختاما، نعلم جميعا أنه من المفترض أن لا تقابل مثل تلك الانتهاكات من قبل الحوثيين والتي تعطل الأعمال الإغاثية بصمت أممي، فالتقارير الصادرة عن الجهات التابعة للأمم المتحدة لا تشير بوضوح إلى معاناة الشعب اليمني من انتهاكات المليشيات، ويندرج تعطيل العمل الإنساني والإغاثي ضمن تلك الانتهاكات.

فعدم وصول المساعدات إلى مستحقيها هو في مختلف الأعراف انتهاك للحقوق الأساسية للبشر، وإن لم تتحرك الجهات الدولية المعنية، من ضمنها المنظمات التابعة للأمم المتحدة، بشكل عاجل، فمعاناة أبناء اليمن في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية سوف تتفاقم، بخلاف المناطق المحررة، فهناك تعمل المنظمات الإغاثية براحة تامة تحت رعاية وحماية الشرعية والتحالف العربي.

كلمات دالّة

#اليمن