الجمعة 29-03-2024 18:54:28 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

مذبحة جمعة الكرامة.. الجريمة العصيّة على النسيان

الإثنين 18 مارس - آذار 2019 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

 

ما تزال مذبحة "جمعة الكرامة" حاضرة في أذهان اليمنيين رغم الواقع المأساوي الذي تعيشه اليمن منذ انقلاب مليشيات الحوثي على الشرعية قبل أربع سنوات عجاف.

في الثامن عشر من مارس 2011، شهدت ساحة التغيير بصنعاء أكبر تظاهرة منذ اندلاع الثورة الشبابية السلمية، كما أنها شهدت مجزرة كبرى استمرت ثلاث ساعات دون توقف، استشهد فيها 53 متظاهرا وجُرح 200 آخرون، برصاص عصابات مُسلّحة تتبع الرئيس السابق علي صالح، الرئيس الذي انتهى به مطاف "العبث والرقص على رؤوس الثعابين" مقتولًا على أيدي حُلفائه الحوثيين في الرابع من ديسمبر 2016، بعد سنتين من انقلابهما - الحوثي وصالح - على الشرعية والثورة الشبابية السلمية.

تأتي الذكرى الثامنة وما تزال مذبحة جمعة الكرامة عصيّة على النسيان، رغم وقائع الحرب التي تعيشها اليمن والمجازرة اليومية التي ترتكبها المليشيات الحوثية بحق الأبرياء في عدد من المحافظات.

السياسي رشاد الشرعبي قال للإصلاح نت: "جمعة الكرامة كانت نقطة فاصلة بين زمنين ومرحلتين مهمتين في اليمن، مرحلة حكمها نظام استبدادي عائلي مجرم كان يمتلك آلة إعلامية كبيرة وأجهزة استخبارات وحزب ونافذين جميعها تغطي على فساده وفشله وجرائمه، لكن جمعة الكرامة كشفت الحقيقة وأزالت الغطاء والقناع الذي ارتداه النظام كشخص ومنظومة طويلا، ولذلك ستظل ذكراها في عقول قلوب كل التواقين للحرية وتأسيس الدولة وفي صفحات التاريخ، وكانت مبررات الجريمة مكشوفة وامتدادا لذات طريقة أداء النظام في عقود حكمه الثلاثة".

وأضاف الشرعبي أن "مذبحة جمعة الكرامة أوضح صورة لبشاعة نظام علي صالح ووحشيته وحقارته حيث كانت تكشف عن حجم الحقارة التي يتصف بها هذا النظام والفهلوة التي يدير بها قضايا خطيرة في البلد وصلت حد إلصاق التهمة بالضحايا الذين كانوا في غالبهم شبابا يمثلون كل اليمن".

وشدد الشرعبي بأنه "لا بد أن تبقى ذكرى جمعة الكرامة حية للوصول للعدالة وإنصاف الضحايا من مرتكبيها، وعلامة فارقة لثورة فبراير والأهداف التي أعلنها الشباب والتي هي امتداد لثورة 26 سبتمبر 1962 وأهدافها العظيمة التي انحرف عنها النظام قبل جمعة الكرامة وانحرف عنها بعد جمعة الكرامة من خلال تحالفه مع الأئمة بوجههم الحوثي الجديد وتواطأ مع انقلابهم على الشرعية التي انبثقت عن ثورة فبراير".

أما الصحفي عبد الرحمن الشوافي فقال إن "جمعة الكرامة هي الحدث الأكثر حضوراً في ذاكرة اليمنيين كما هي الحدث الأكثر دموية والشاهد الثابت على دموية وإجرام النظام البائد بحق شباب لم يكن ذنبهم إلا أنهم يتطلعون لمستقبل مشرق لبلدهم مثل بقية بلدان العالم".

وأضاف: "رحل المسؤول الأول عن مجزرة الكرامة بينما بقي أولئك الشباب أحياء عند ربهم وفي أذهان كل عشاق الحرية وفي صفحات التاريخ كذلك".

وفي ردّه عما إذا كان يودّ توجيه رسالة لمليشيات الحوثي التي ترتكب مجازر يومية بحق اليمنيين، قال الشوافي للإصلاح نت: "لن أوجّه رسالة لمليشيات الحوثي فهي لا تفهم لغة الرسائل، التاريخ والأحداث وحدها هي من ستوجه لهم الرسالة المناسبة لإجرامهم، رسالة ستكون أشد إيلاماً مقارنة بإجرامهم ومجازرهم المتواصلة بحق اليمنيين، عدالة الله فوق جبروت الطغاة والمستبدين، ومثلما شهد اليمنيون مصرع صالح، سيشهدون نهاية حقبة مليشيا الأحقاد والمصالح".

بدورها، جميلة مرعي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي في تعز، قالت للإصلاح نت: "مجزرة جمعة الكرامة والتى حدثت فى الثامن عشر من مارس 2011 والتي استشهد فيها 53 متظاهرا من خيرة شباب اليمن فى ساحة التغيير بصنعاء ما تزال محفورة فى ذاكرة كل مواطن شريف وفى قلب كل أم وأب وزوجة وأخت وأخ".

وأضافت أن "تلك المجزرة والتي كان صدى توجعها وأنينها على مستوى اليمن بل والعالم سوف تبقى خالدة الذكر لم ولن يستطيع أحد أن يتناساها رغم هذه الحرب التى أشعلها عفاش والحوثى على اليمن واللذين انقلبا على مخرجات الحوار الوطنى الشامل".

وأردفت: "لقد انعكست مجزرة جمعة الكرامة على عفاش، فبعد تلك المجزرة انقسم النظام على بعضه وقدم الكثير من الوزراء وأعضاء مجلس النواب والشورى وأعضاء من حزب المؤتمر وقياداته استقالاتهم من مناصبهم بسبب تلك المجزرة الشنعاء، في حين زادت تلك المجزرة شباب الثورة السلمية قوة وصلابة وثقة مكنتهم من كسر كل حواجز الخوف، وازدادوا إيمانا ويقينا بأن ما خرجوا من أجله سوف يتحقق بإرادتهم وثباتهم، وبأن أهداف الثورة التى خرجوا من أجلها سوف يكون لها وجود على أرض الواقع، وأن الشباب الذين ضحوا بدمائهم في جمعة الكرامة وروت دماؤهم ساحة التغيير لم ولن تهدأ أو تستكين بدون أن تسقط ذلك النظام، فكانت وبالًا عليه وصاعقة، لأن شباب الثورة كانوا كالسيل الذي يجرف كل شيء أمامهم بكل صمود وصبر وبصدور عارية قدموها من أجل ما خرجوا من أجله".

الكاتب صدام الحريبي قال للإصلاح نت: "جمعة الكرامة هي حدث كبير ضمن ثورة فبراير فهي محفورة في ذهن كل يمني شريف، ولن ينسى اليمنيون جميعهم هذا الحدث المشهود، وللتذكير فإن أي جريمة يتم ممارستها اليوم، تضاف ضمن الجرائم السابقة، لأن فبراير ما زال مستمرا ".

وبالنسبة لانعكاس مجزرة جمعة الكرامة على نظام صالح، قال الحريبي: "كانت هذه المجزرة هي الزلزال الأول لهذا النظام الذي سقط رأسه فيما بعد تحت ضغط الزخم الشعبي الذي اتخذ من خيار الثورة قرارا نهائيا له وللأجيال القادمة ".

يتحدث أبناء تعز واليمن عن مذبحة جمعة الكرامة، وكأنه لم يمضِ على حدوثها سوى أيام، وهو دليل واضح كما النهار أنها لم تغادر أذهانهم قطّ، رغم المجازر الحوثية التي لا تتوقف إلا لتبدأ من جديد، بل إنهم يعتبرون مذابح مليشيات الحوثي بحق اليمنيين امتدادا للمذابح التي ارتكبها نظام علي صالح بحق ثوار فبراير.

كلمات دالّة

#جمعة_الكرامة