الخميس 25-04-2024 02:37:38 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

إضراب المعلمين يستمر مع تردي أوضاعهم المعيشية وتهديدات الحوثيين في صنعاء

الجمعة 22 فبراير-شباط 2019 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت-العاصمة أونلاين

 

 

فشلت "فاطمة" وهي معلمة رياضيات في مدرسة بالعاصمة صنعاء في إسعاف ابنتها البالغة من العمر الـ13 عاماً عندما أصيبت بحمى شديدة أفقدتها الوعي شهر يناير الماضي، فلم تتسلم راتبها منذ عامين. اضطرت فاطمة مع تدهور حالة ابنتها إلى بيع أخر الحليّ الذي تملكه، خاتم زواجها لإنقاذ ابنتها.

نجحت فاطمة في إنقاذ ابنتها، لكن الآلاف من المعلمين يمرون بذات الظروف المأساوية، التي إلى جانب المرض لا يملكون المال لشراء الطعام لعائلاتهم في المنازل. وترفض ميليشيا الحوثي تسليم مرتبات المعلمين في نفس الوقت تفرض عليهم الاستمرار في التعليم.

 

أوضاع المعلمين؟

منذ أسابيع يستمر المعلمون في صنعاء بعملية الإضراب عن التعليم، مدارس حكومية بالكامل أوقفت العملية التعليمية، من أجل إنقاذ حياتهم وأطفالهم. يتجاهل الحوثيون مطالب المعلمين وبدلاً من الاستماع تصدر الميليشيا المسلحة التهديدات بحقهم وتوعدهم بالفصل.

وقال حمود علي وهو معلم فيزياء للصف الثاني الثانوي لـ"العاصمة أونلاين" إنه لم يستطع دفع إيجار منزله منذ 8 أشهر، وأن مالك المنزل أمهله إلى نهاية شهر فبراير لإخلاء منزله.

وأضاف علي "سأضطر إلى الانتقال أنا واثنين من الأولاد إلى منازل أقربائي، وزوجتي وبناتي إلى منزل عائلتها في القرية، سنتشتت في أخر أعمارنا".

يقول علي إن "ميليشيا الحوثي لا تريد دفع المرتبات للمعلمين وتعتبرهم دون فائدة إذ لا يقدمون إيرادات لذلك لا توجد مرتبات!".

وقالت بشرى وهي معلمة لغة عربية لـ"العاصمة أونلاين" إن الحل الأخير أمام المعلمين يتمثل في الإضراب عن التعليم وتفاعل وسائل الإعلام والسياسيين.

وليست المرة الأولى التي يلجأ فيها المعلمون للإضراب عن التدريس من أجل تسليم المرتبات، وعام 2018 تلقوا وعوداً من الحوثيين بتلقي "نصف المرتب شهرياً، إضافة إلى سلة غذائية" لم يلتزم الحوثيون بوعودهم.

 

أدوات حوثية

تقول بشرى إن الإضراب عن التعليم هذه المرة: سيستمر وهناك إصرار من المعلمين رغم التعرض للتهديد، كما أن قيادات في حزب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح يدعمون سراً هذا الإضراب بمن فيهم مدراء مدارس، لكنهم لا يعلنون ذلك صراحة.

وأضافت بشرى أن "الاستمرار بالإضراب مرهون بالتحرك الدولي والإعلامي وتفاعل اولياء أمور الطلبة".

لمواجهة الإضراب استخدمت جماعة الحوثي عدة وسائل -حسب عدد من المعلمين تحدثوا لـ"العاصمة أونلاين"-: تهديد المعلمين بالفصل واستبدالهم بموالين للجماعة، تبديل مدراء المدارس، تقديم أوراق تطلب تقديم أسماء "المحرضين" على الإضراب.

قامت ميليشيا الحوثي باستبدال مدراء مدارس لكونهم أخفوا معلومات عن المعلمين الذين يدعون للإضراب، حسب ما قالت سميرة وهي مديرة مدرسة تمت إقالتها مؤخراً لـ"العاصمة أونلاين".

وقالت بشرى إن إقالة مدراء مدارس في مرحلة الثانوية "خُطَّة ممنهجة من قِبل الحوثيين لنشر الأفكار الطائفية وسط الطلبة، مع استمرار استبدال معلمين، ودعوات القِتال المستمرة".

 

استمرار الإضراب

وأضافت سميرة أن "استمرار التعليم في ظل هذه الأوضاع غير مجديه والسبب أن أوضاع المعلم وكرامته مهضومة من قبل الجهات المختصة".

وقالت مديرة المدرسة إن جماعة الحوثي قامت بإرسال متطوعين من خريجي الثانوية لتدريس جميع المراحل التعليمية، ويخشى المعلمون أن يتفق الحوثيون مع الأمم المتحدة أن يتم تسليمهم 50$ بدلاً من المعلمين الأصليين.

لذلك فإن بعض المعلمين مترددين في الاستمرار بعملية الإضراب حسب ما قالت مديرة المدرسة.

وأضاف حمدي أحمد مدير مدرسة في صنعاء لـ"العاصمة أونلاين": أن وضع التعليم في صنعاء وفي كل المحافظات الخاضعة للحوثيين سيء للغاية، وأن ميليشيا الحوثي المسؤول الأول عن تعثر العملية التعليمية التي من الصعب إنقاذها حتى بعد الحرب.

وقال أحمد إن "المعلمين والإداريين لا يستطيعون العمل وهم جياع، الميليشيات تسرق كل شيء وتعبث بكل ما تريد، من المناهج حتى حياة أصغر موظف".

ولفت إلى أن ميليشيا الحوثي تتعمد وضع السيئين والأشخاص الذين بدون أخلاق كمشرفين على معلمين ومدراء مدارس "أمضوا حياتهم في خدمة المهنة".

وتعرض معلمون ومدراء مدارس لإهانات متواصلة من مسؤولين حوثيين على خلفية الإضراب عن التعليم.

 

مستقبل التعليم

 وحول ما إذا كان الإضراب قد تمكن من تحقيق مطالب المعلمين اتفق المعلمون والمعلمات الذين تحدثوا لـ"العاصمة أونلاين" إن ميليشيا الحوثي لم تستجب لأي مطالب لكنه أصابها بالجنون وتخبط مسؤولو الجماعة لوقف هذا الإضراب.

كما يتفق المعلمون والمعلمات الذين تحدثوا لـ"العاصمة أونلاين" أن مستقبل التعليم في البلاد "سوداوي للغاية لأن هناك بيئة طاردة للكوادر التربوية وإحلال لمن لا يمت إلى التعليم بصلة والاهتمام بالشكليات وإهمال المضمون وفرض للفعاليات الحوثية بل اختلاق فعاليات وأعياد حوثية لغسل أدمغة الأجيال".

تستمر "فاطمة" معلمة الرياضيات بالإضراب عن التعليم، فوالدة 5 أبناء جميعهم في المراحل الدراسية تخشى ألا تستطيع إنقاذهم المرة القادمة فلم يعد لديها ما يمكن بيعه، وزوجها الذي يعمل معلماً -أيضاً- يمر بنفس الحالة مثل عشرات الآلاف من المعلمين.

*معظم الأسماء الواردة في التقرير تم حجبها خوفاً من انتقام الحوثيين.