السبت 20-04-2024 08:36:35 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

طائرات الحوثيين المسيرة.. إرهاب قادم من الجو يقوض جهود الحل السلمي

الثلاثاء 22 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت- خاص

 

تزايد بشكل ملفت استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة، وتحديدا منذ بداية العام 2018، في إطار تصعيدهم العسكري ورفضهم الجنوح للسلام، مستهدفين أماكن داخل اليمن وخارجها أيضا على حد زعمهم، في محاولة لتعويض الفجوة في القوة العسكرية التي نتجت عن تمكن التحالف العربي من تحييد سلاح الطيران بقصفه لطيران الانقلابيين.

وتعلن الجماعة من وقت لآخر عن أنواع جديدة من الطائرات المسيرة، بينها "صماد 3" التي تقول الجماعة إن مداها يبلغ أكثر من ألف كيلومتر، ويمكنها أن تحمل رأسا متفجرا يزن أكثر من 50 جراما بحسب خبراء عسكريين، إضافة إلى "قاصف 1" ذات المدى القصير الذي يصل إلى نحو 150 كيلومترا ويمكنها حمل رأسا حربيا متفجرا يزن 30 كيلوجراما.

 

مصدر ومستقبل الطائرات

بدأ الحوثيون منذ أكثر من عامين بعرض نماذج لطائرات مسيرة، والتي يزعمون أنها محلية الصنع، برغم أن اليمن معروف أنها تستورد مختلف أسلحتها أو تحصل عليها منذ ما قبل الحرب من دول مختلفة.

الخبير العسكري علي الذهب ينفي ذلك، ويؤكد أن ما يحدث هو تجميع لأجزائها التي يحصلون عليها عن طريق عمليات تهريب تتم من مختلف المنافذ في اليمن.

وبيَّن في تصريحات صحفية أن الطائرات المسيرة الصغيرة تخضع لنظام تحكم غير معقد، ويمكن استخدامها وإدارتها بالتدريب والممارسة، وهو ما جعلها تستخدم حتى من قِبل مهربي المخدرات في بعض الدول.

وقال إن لدى حزب الله بلبنان تجربة رائدة في ذلك، وقد تمكن قبل سنوات من التحكم في طائرة للكيان الصهيوني حلقت في جنوبي البلاد، حيث أُنزلت دون إعطابها، ثم اخترق تشفيرها، وتحليل ما قامت به من تصوير وأعمال تجسس.

ووفقا للذهب فإن هذه التجربة موجودة في اليمن، وبتنسيق مع حزب الله وإيران، لافتا إلى أن تكرار استخدامها داخل البلاد قد يدل على تطور قدرات الحوثيين، أما إسقاطها فيعتمد على قدرات الطرف المستهدف ويقظته.

وعن مستقل استخدامها من قِبل جماعة الحوثيين، فيذكر المحلل العسكري الذهب أن ذلك يعتمد على قدرتهم في الحصول على المزيد منها، وتطوير أدائهم، مستطردا "أثبتت الحرب أن عجز الحوثيين في مجال الصواريخ البالستية، ألجأهم منذ وقت مبكر إلى استخدام هذه الطائرات وقدرتها على شغل حيز من الفجوة في هذا الجانب".

وتوقع في ختام حديثه أن يكون لدى الحوثيين ما يكفي لعامين لإطلاق الطائرات المسيرة، وبمعدل اثنتين شهريا.

في ديسمبر الماضي، كانت هناك مساعٍ أمريكية في مسودة قرار من مجلس الأمن يدين إيران، كما يتضمن "الإمداد من أي مصدر كان بالأسلحة والمواد المرتبطة بها، بما ينتهك بنود حظر الأسلحة".

 

أهداف داخلية وخارجية

منتصف العام 2018 نفذت جماعة الحوثي عدة هجمات على مواقع داخل البلاد وخارجها، بينها محاولة الهجوم على مقر قيادة التحالف في منطقة البريقة شمالي العاصمة المؤقتة عدن عبر طائرة مسيرة، والتي أسقطتها دفاعات التحالف العربي، وكذلك استهداف قاعدة العند العسكرية مطلع العام الجاري، وسقط جراء ذلك عدد من القتلى والجرحى.

كما تم استخدام تلك الطائرات لأغراض تجسسية واستطلاعية وجمع معلومات في كثير من جبهات القتال في المحافظات التي ما تزال تشهد معارك، كتعز والبيضاء وغيرها، وكثيرا ما كان يتم إسقاطها.

أما خارجيا، ففي منتصف العام الماضي، زعم الحوثيون استهداف مطار أبها في عسير ومنشأة أرامكو في جازان بطائرات مسيرة، وكذلك شن هجوم بطائرة من طراز "صماد 3" على مطار أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة.

 

تكثيف الهجمات

كثفت جماعة الحوثي من استخدام الطائرات المسيرة خلال العام الجاري، ففي الرابع عشر من يناير الحالي، أعلنت قوات الجيش الوطني أنها أسقطت 6 منها كانت تحمل متفجرات خلال العشر الأيام الماضية، والتي تبين أنها إيرانية الصنع.

يأتي هذا بالتزامن مع جهود المجتمع الدولي بشأن إحلال السلام في اليمن، بعد تعثر 4 جولات من المشاورات السابقة، نتيجة لتعنت الحوثيين وعدم التزامهم بالاتفاقيات.

صحيفة "الوطن" السعودية نقلت عن مصدر لم تسمه قوله إن المليشيات تستغل الوقت المنبثق عن الهدنات العسكرية والمفاوضات من أجل التجهيز لمخطط كبير.

وقال المصدر إن نية الجماعة عندما قبلت بالجلوس حول مائدة المشاورات في جنيف والكويت والسويد، لم تكن للوصول إلى أي اتفاق أو حلول عملية على الأرض، بل من أجل كسب مزيد من الوقت للانتهاء من المشاريع الحربية والعسكرية.

وتنسف بذلك مليشيات الحوثي مختلف الجهود الرامية للوصول إلى السلام في اليمن، ومضاعفة معاناة السكان، الذين يعانون من المجاعة وتبلغ نسبة الفقر بينهم أكثر من 83%.

 

المعركة الكبرى

يستعد الحوثيون لما أسماه العقيد يحيى أبو حاتم، في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية، بـ"المعركة الكبرى" والتي بدؤوا بالإعداد لها قبل ثلاثة أشهر، عبر إنشاء محطات لشن حروب إلكترونية في المناطق الجبلية المتاخمة للحديدة، وفي جبال صنعاء المتاخمة للمعركة، وهو ما يعد مخالفة لما تصرح به تلك المليشيات بخصوص استعدادها لدعم السلام في البلاد.

وطالب أبو حاتم في تصريحات صحفية قيادة التحالف والشرعية "بحسم المعركة عسكريا وتحرير اليمن من الانقلاب، وعدم إعطاء أي فرصة للمماطلة واللعب على عامل الوقت".

وأضاف: "هناك عمل متواصل ليلا ونهارا، وموازٍ في الوقت ذاته وبشكل كبير جدا في إنشاء وحدة الطيران المسير، وقد تم استدعاء عدد من الطيارين، وأعداد كبيرة من الخبراء الإيرانيين للقيام بمهام التدريب، ويسعون من ذلك إلى تعزيز قدراتهم الجوية، من أجل إحداث مفاجآت في المعركة، وإحداث نقلة نوعية في قدراتهم الإلكترونية".

وبحسب أبو حاتم: "هناك أعمال أخرى يقوم الحوثيون بتنفيذها خلال هذه الفترة، ومنها قيامهم بعمليات حفر خنادق أرضية تربط السفارة الإيرانية في صنعاء بعدة مواقع مختلفة داخل صنعاء، لاستخدام ذلك مستقبلا لعدة مهام متنوعة".

 

ورقة تفاوضية

تحاول مليشيات الحوثي استخدام الطائرات المسيرة كورقة ضغط، تحاول من خلالها تحقيق مكاسب سياسية في حال الوصول لاتفاقات معينة مع بعض الأطراف.

إلا أن مراقبين يستبعدون أن تكون الطائرات دون طيار مؤثرة في المشهد اليمني، نظرا لعدم تأثيرها بشكل كبير، خاصة أن قدراتها لا تزال متواضعة مقارنة بالصواريخ الباليستية، ويتم إسقاطها بسهولة وبأسلحة متوسطة وخفيفة، لكن ذلك لا يعني إمكانية وصولها إلى مواقع عسكرية مهمة، وهو ما يزيد من أهميتها.

وتحدث الناطق الرسمي باسم التحالف العقيد تركي المالكي، عن قيام القوات المشتركة في التاسع عشر من الشهر الجاري، بتنفيذ عملية عسكرية نوعية لتدمير أهداف عسكرية مشروعه لقدرات الطائرات بدون طيار في سبعة مرافق عسكرية مساندة تقع في أماكن متفرقة بصنعاء، تم خلالها استهداف أماكن التخزين للطائرات بدون طيار، ورش التصنيع وقطع الغيار، ورش التركيب والتفخيخ، وأماكن الفحص وتجهيز منصات عربات الإطلاق وكذلك مرافق التدريب لتنفيذ العمليات الإرهابية. وسبقها إعلانه عن تدمير مركز للاتصالات والتحكم يستخدمه الانقلابيون لتوجيه الطائرات.

وكانت الحكومة أعلنت في الثالث عشر من يناير الجاري، عن إفشالها هجوما جويا عبر طائرة مسيرة لجماعة الحوثي، استهدف الفريق الحكومي في اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار في مدينة الحديدة غربي اليمن.

بينما المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع كان قد هدد بشن مزيد من الهجمات بطائرات مسيرة، مؤكدا امتلاك الجماعة في المستقبل القريب لمخزون إستراتيجي منها، يمكنها من تنفيذ أكثر من غارة جوية في جبهات معارك متعددة بنفس الوقت.