الخميس 28-03-2024 22:09:01 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

كلمة دائرة المرأة في ذكرى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح

السبت 15 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ سارة قاسم هيثم

 

 إننا نحتفل اليوم بذكرى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح الثامن والعشرين في ظل معطيات سياسية واقتصادية وأمنية وتقلبات إقليمية عصيبة على اليمن، ولا تخفى على أحد شدة وقعها علينا جميعا وفي خضم الأزمات الداخلية والتي كانت جميعها نتيجة للانقلاب الحوثي على المرجعيات - التي كانت بوابة الولوج الى اليمن الجديد لولا الانقلاب الحوثي على تلك المرجعيات ـ   والذي تداعت له كل المكونات السياسية والاجتماعية ووقفت للتصدي لهذا الانقلاب المشؤوم على اليمن وعلى تعز خاصة. وحين أخذ الجميع مكانه في الدفاع عن الجمهورية وعن مكتسبات ثورة سبتمبر، واكتوبر، وفبراير، وعن اليمن؛ برز نضال من نوع فريد لم تشهده اليمن في عصره الحديث ذلك النضال تجسده المرأة اليمنية بكل أطيافها السياسية والاجتماعية و في إطار هذا النضال الفريد كان نضال المرأة الإصلاحية التي أبهرت قادة الحزب فضلا عن القيادات الاجتماعية والسياسية الأخرى في الداخل والخارج.

 

 نعم كان نضالها بارزا منذ وقت مبكر للثورة اليمنية مرورا بتداعيات الانقلاب والحرب فقد كانت خلف متارس المقاومين، وكانت الظهر والسند والداعم للمقاومة الشعبية فدفعت بأغلى ما تملك دفعت بولدها وزوجها وأخيها وأبيها، وحثت خالها وعمها، ثم بذلت بمالها لأجل الدفاع عن اليمن، ولم تقتصر على ذلك؛ بل تعدت الى أن تمثل النموذج الأسمى في إبداعها وتفانيها في الثبات على الملمات الصعاب من سماعها لنبأ فقدها لولدها أو زوجها أو لتداعيات الأزمة الاجتماعية التي عصفت بالجميع .. كم من هذه النماذج عايشناها وأدهشتنا وسررنا بها، وبعد ان كانت حبيسة صفحات التاريخ  اليوم لمسناه واقعا حاضرا بأبهى صوره ليسجل للأجيال القادمة نماذج فريدة تضيء لهم المستقبل الذي تنشده لهم أمهاتهم من نساء الإصلاح..

 

إن المرأة الإصلاحية ودورها في كسر شوكة الانقلاب مع إخوانها الرجال، ومع كل الشرفاء في اليمن، حفرت عميقا في إبراز أدوار اجتماعية وسياسية وإعلامية وحقوقية لا تقل أهمية عن الأدوار التي يمارسها الرجال في شتى المجالات.. فكانت المُبادرة في تأسيس المبادرات تلو المبادرات والمؤسسات تلو المؤسسات لتتلمس بها حاجات المجتمع التي عصفت بها الأزمات حيث كانت سببا في التخفيف من المعاناة التي طالت كل بيت في مدينة تعز، وكان أبرز تلك الأدوار الاجتماعية .. كانت معاناة الجرحى وأسر الشهداء، فلم تقف المرأة الإصلاحية عند حد العزاء لذوي الشهداء فقط و مكتوفة الأيدي؛ بل سعت الى أبعد من ذلك .. لقد سعت إلى طرق أبواب الخير في كل مكان لتسهم في كفالة أسر الشهداء ومعالجة الجرحى وصولا إلى تسفيرهم للعلاج في الخارج كل ذلك كان بجهودها الفردية أو الجماعية، واستطاعت ان تنجح ايما نجاح في ذلك، وأبدت المرأة الإصلاحية في هذا الجانب دورا جبارا يُدهش كل متابع لهذا الجانب، ولا يسعنا المقام لسرد تفاصيلها لكن يقيننا ان التاريخ سيخلد هذه الأدوار في أنصع صفحاته.

 

حين بدأ التجمع اليمني للإصلاح بأداء دوره كحزب سياسي مدني تجاه الوطن لمواجهة الاستبداد، وناضل من أجل مجتمع المساواة ودولة المواطنة الحقة والمنضبطة بقوانين العدل؛ كانت المرأة الإصلاحية حاضرة و مساهمة في الجانب السياسي بوعي عال وحس متقد وذلك استشعاراً منها بأهمية العمل السياسي كوسيلة وأداة بها يتحقق التوافق بين المكونات السياسية التي ننفتح عليها ونسعد بمشاركتهم لقضايا الوطن، وذلك عن طريق الحوار لبلورة الرؤية الاستراتيجية لكل القوى الوطنية والأحزاب السياسية في إطار متكامل يتم من خلاله تحديد وتحقيق وتأمين المصالح الوطنية الاستراتيجية ..

 

 إن المرأة السياسية في التجمع اليمني للإصلاح تنظر إلى كل القوى السياسية على أنهم منافسون وليسوا بأعداء لخدمة الوطن ويقيننا أن السلطة والمعارضة وجهان لحقيقة واحدة لبناء الأوطان..

 

 لذلك سعت المرأة الإصلاحية في المجال السياسي منذ الانقلاب الحوثي على الدولة إلى استعادة شرعية الدولة وحضور مؤسساتها إيمانا منها الضامن الوحيد لتماسك العملية السياسية في اليمن هي تطبيع الحياة السياسية عبر حضور الدولة كإطار جامع لكل الأحزاب و المكونات السياسية تحت راية الدولة ..ومن هنا تؤكد المرأة الإصلاحية على أهمية حضور الدولة بمؤسساتها لإحياء وإنعاش العملية الديمقراطية .. كما تؤكد على أهمية الشراكة مع الأحزاب السياسية لتحقيق تواجد الدولة بمؤسساتها.  

 

 ناضلت المرأة الإصلاحية ومارست واجباتها بالتضحية في سبيل الخلاص من الانقلابيين وتداعيات الحرب عليهم ..لأجل رسم ملامح اليمن الجديد كل ذلك كان بدافع ما يمليه عليها ضميرها وداعي المسؤولية التي تربت عليها بالتالي ينم عن عقلية المرأة الإصلاحية التي اتقد وعيا وفهما وإدراكا بما هو حاصل وما يجب عليها فعله مستشعرة المسؤولية وبأهمية دورها ومشاركاتها التي اكتسبتها من خلال انتمائها للتجمع اليمني للإصلاح ونشاطها داخل صفوفه ومن تلقيها للدورات التنموية و التربوية الممتدة منذ تأسيسه حتى اليوم.

 

إن دور المرأة الإصلاحية التي أظهرتها حتى اليوم كان ذلك نتيجة طبيعية لدور التجمع اليمني للإصلاح كفكر تنويري شملته كل أدبيات الإصلاح لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتحسين نظرة المجتمع إليها وكمنهج قائم على الفهم الوسطي لمبادئ الإسلام وشرائعه لذلك أفسحت اللوائح الداخلية للتجمع اليمني للإصلاح مساحة واسعة للمرأة من خلال المجال التعليمي والاجتماعي والمهني و أيضا في المجال السياسي والإعلامي والحقوقي؛ فتم إشراكها على كل المستويات التنظيمية من خلال دائرة المرأة التي توازي وتناظر العمل التنظيمي لدى الإخوة في الحزب .. ثم انتقل دورها الى المحيط الخارجي للمشاركة في المجتمع في كل المجالات وكان دعم الحزب في الخوض في المشاركة المدنية والسياسية والإعلامية إيمانا منه بأهمية دورها في الوقوف جنب الى جنب مع الرجل في بناء اليمن وإيمانا منه بأحقية المرأة في ذلك على كل المستويات.

 

اليوم نستطيع القول و بكل ثقة بأن المرأة الإصلاحية قد اكتسبت نقلة نوعية على الصعيد الداخلي والخارجي مما يؤهلها إلى ممارسة أدوار في المستقبل أكثر عمقا وفهما واكبر مما هي عليه الآن؛ ذلك لأن المرأة الإصلاحية أصبحت أكثر قدرة على فهم الواقع المحيط بها وعلى مواجهة التحديات التي تحيط بمجتمعنا من كل جانب ولتسهم في المشاركة في رسم ملامح اليمن الاتحادي الجديد .. و شعارها {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}.

 

 فتحية إجلال وإعزاز وإكبار نرسلها إلى كل امرأة إصلاحية في ذكرى التأسيس الثامن عشر على امتداد الرقعة اليمنية، وتحية إجلال وإعزاز وإكبار لكل امرأة إصلاحية خارج الوطن أجبرتها ظروف الانقلاب والحرب على مغادرة البلاد..

 

 *عضو الدائرة السياسية لإصلاح تعز