الجمعة 29-03-2024 09:48:16 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

المختطف الشنفي.. في حالة موت سريري بعد عامين من الجحيم في سجون الحوثيين (تفاصيل مروعة)

الثلاثاء 08 أكتوبر-تشرين الأول 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص - علي العقبي

  

 

تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية جرائمها الوحشية والمروعة بحق المختطفين في ظل صمت وإهمال حقوقي من قبل المنظمات الدولية.

مؤخراً خرج المختطف عبد الله الشنفي، وهو من أبناء محافظة حجة، من سجون المليشيات الحوثية فاقد الحركة والكلام، يتنفس صناعيا، والغذاء عبر أنابيب، جثة هامدة، وموت سريري، وهذا بسبب طبيعة التعذيب الحوثي الوحشي الذي تعرض له.

نتج عن تلك الممارسات الوحشية إصابة الشنفي بشلل، فلم يعد يقوى على الحركة والكلام، باستثناء عينيه، ولم يعد بمقدوره النطق أو الإشارة، وحتى وهو بهذه الحالة لم يخرج إلا وفق صفقة تبادل أسرى، في قصة مأساوية وجريمة وحشية ارتكبتها مليشيا الحوثي بحقه.

 

- من هو المختطف الشنفي؟

عبد الله أحمد أحمد الشنفي، من أبناء محافظة حجة، مديرية كشر (43 عاما)، طالب في قسم إدارة الأعمال، متزوج ولديه 3 ذكور و2 من الإناث أكبرهم عند الاختطاف (14عاما) وأصغرهم (4 شهور)، اختطفه مليشيا الحوثي في 27 نوفمبر 2017 من محافظة ذمار، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب الممنهج.

وبحسب شقيقه، فهو لم يتمكن من إكمال دراستة الجامعية في كلية إدارة الأعمال جامعة حجة، ومع تدهور الأوضاع المعيشية بعد الانقلاب الحوثي في 2014، حاول السفر برفقة أسرته إلى مارب بحثا عن عمل يسد به رمق أطفاله وزوجته.

السفر إلى مأرب كان في نوفمبر 2017، نزل عبد الله أحمد الشنفي في أحد الفنادق بمدينة ذمار، برفقة زوجته وأطفاله الخمسة، ثلاث بنات وولدين، لكنه تفاجأ بمسلحين حوثيين يقتحمون الفندق، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

ويوم الخميس، 28 سبتمبر الماضي، وصل مأرب قادما من صنعاء، وهو في حالة شلل تام لا يقوى حتى على الكلام، أحد المفرج عنهم مؤخرا ضمن صفقة تبادل جرت بين المليشيات الحوثية والجيش الوطني.

 

- شهادات مروعة 

المختطف عبد الله الشنفي لم يكن مقاتلاً، بل مدني أعزل من السلاح أذاقته المليشيات أسوأ أنواع التعذيب. وفي 29 سبتمبر الماضي وصل المختطف إلى مستشفى مأرب العام مشلول الحركة، لا يقدر على الكلام، بعد تعرضه لتعذيب شديد في سجون المليشيات الحوثية بصنعاء منذ نحو عامين.

 

- تفاصيل ما تعرض له

وعن أسباب اختطافه، يتحدث شقيقه طاهر بقوله إن ذلك بسبب انتمائه لقبيلة حجور التي قاومت التمرد الحوثي منذ العام 2011.

وفي تصريحات خاصة، قال شقيقه طاهر: "لقد تعرض عبد الله للتعذيب في سجون مليشيا الحوثي الأمر الذي تسبب في إصابته بشلل رباعي". وأضاف: "اختطف الحوثيون شقيقي وهو في أتم الصحة والعافية.. وأسرته لم تستطيع زيارته خلال فترة اختطافه التي استمرت لعامين.. لقد تعرض لأنواع التعذيب وتنقل بين عدة سجون بداية بذمار، ثم نُقل إلى سجن الأمن السياسي في حجة، ثم نقل إلى جهة مجهولة، ثم في سجن الأمن السياسي بصنعاء".

وتابع: "تعرض شقيقي للضرب حتى تم تهشيم عظامه.. اختطف الحوثيون عبد الله وهو في طريقه لمأرب للبحث عن فرصة عمل، فبعد الحصار على مديريتنا في كشر تفاقمت المعاناة مما أجبر الكثير من السكان على المغادرة للبحث عن عمل بسبب التضييق من الحوثيين".

وقال طاهر الشنفي إن قصة أخيه واحدة من عشرات القصص المأساوية والتي تكشف الانتهاكات والجرائم البشعة التي ارتكبتها وتمارسها المليشيات الحوثية الإرهابية بحق المواطنين من أبناء مديرية كشر في محافظة حجة.

وأضاف: "هذا يدل على مدى الحقد والانتقام الذي تكنه المليشيا المدعومة من إيران لأبناء حجور على وجه الخصوص ولليمنيين بشكل عام"، وأكد بأن هناك مختطفين من أبناء كشر مخفيون يتعرضون للتعذيب.

 

- صحته بعد خروجه من سجون الحوثي

في 28 سبتمبر الماضي، وصل المختطف عبد الله الشنفي إلى هيئة مستشفى مأرب بعد أن تم الإفراج عنه من قبل مليشيات الحوثي في تبادل صفقة أسرى وهو في حالة حرجة جراء التعذيب الذي تعرض له في سجون مليشيات الحوثي.

وفي المستشفى أجريت له الفحوصات والأشعة. وبحسب تقرير لهيئة مستشفى مأرب، فإن من أسباب النزيف في الدماغ تعرض المختطف لضغط توتري حاد وشديد أدى إلى ارتفاع الضغط الحاد والشديد وتسبب في حدوث الجلطة ومضاعفاتها مع انحناء قوي جدا في عظمة الأنف الداخلي وقد يكون بسبب تعرضه للضرب الشديد على الرأس والظهر مما سبب له الشلل.

وصل المختطف الشنفي هيئة مستشفى مأرب على قصبة تنفسية صناعية وأنبوب تغذية نتيجة لحالة المريض، وأظهرت الأشعة المقطعية للفقرات العنقية والظهرية والقطنية تغيرات في أغلب الفقرات.

 

- معاناة أسرته

تعاني أسرة المختطف عبد الله الشنفي في مأرب من مرارة النزوح وحالته الصحية الصعبة بعد أن تشردت من حجور كشر وفقدت كل ما تملك. لكن بحسب أحد أقاربه، فإن سوء الحالة الصحية لـ"عبد الله"، وعدم قدرة أسرته على علاجه هي الأصعب، وتأمل أسرته من الحكومة والسلطة المحلية في حجة الوقوف معها في هذه المحنة التي حلت بها في علاجه.

وعن معاناة أسرته يقول شقيقه طاهر: "تفاقمت معاناتنا أكثر وأكثر وتفاجأنا للأسف من السلطات الشرعية بعد خروج أخي من سراديب الحوثي وهو بهذه الحالة المأساوية بالإهمال"، داعيا الحكومة الشرعية إلى الاهتمام ورعاية أسر المختطفين الذين يعانون أسوأ المعاناة.

 

- مناشدات لإنقاذه

يتداول صحفيون وناشطون صورا مؤلمة للمختطف الشنفي، ووجه ناشطون مناشدة إلى الحكومة الشرعية لإنقاذ حياة عبد الله الشنفي الذي يمر بحالة حرجة جراء التعذيب الذي تعرض له في سجون المتمردين الحوثيين.

وقال الصحفي زياد الجابري: "‏نطالب الحكومة والسلطة الشرعية والمنظمات الدولية بإنقاذ هذا المختطف وإخضاعه للعلاج المكثف هو وكل المختطفين الذين أفرج عنهم وهم في حالة سيئة وعدم تركهم يعانون الويلات،

ونطالب بالعمل الجاد للضغط على المليشيا للإفراج عن كافة المختطفين لديها بأسرع ما يمكن".

وفي مؤتمر صحفي وجلسة استماع خاصة لما حدث للمختطف الشنفي الذي عقد يوم الثلاثاء، 8 أكتوبر، في مأرب، قال بيان صادر عن منظمات حقوقية هي: منظمة رقيب لحقوق الإنسان، وشبكة اليمن لحماية حقوق الإنسان، وائتلاف المنظمات الحقوقية بمحافظة حجة، بأن ما تعرض له المختطف عبد الله الشنفي جريمة إنسانية لا تسقط بالتقادم ولن يفلت مرتكبوها من العقاب.

وطالبت المنظمات الموقعة على البيان بضرورة توفير طبيب شرعي لفحص المختطف وإصدار تقرير طبي شرعي يبين أسباب تدهور حالته الصحية.

وطالبت المنظمات الحكومة الشرعية بتقديم العون والمساعدة والرعاية الصحية الكاملة وسرعة نقله إلى الخارج للعلاج في مراكز متخصصة، كما طالبت وزارة حقوق الإنسان واللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بالقيام بدورهما الإنساني والقانوني في كشف ما تعرض له المواطن اليمني من انتهاكات.

وطالبت المنظمات الحقوقية المنظمات الدولية والمحلية المهتمة بحقوق الإنسان بإدانة الجريمة، ووجهت نداء لمنظمة أطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي للقيام بواجبهما الإنساني نحو الضحية.

كما طالبت المنظمات -في بيان صحفي- الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن بالضغط على جماعة الحوثي للإفراج عن جميع المختطفين المدنيين دون قيد أو شرط.

وتعتبر قصة الشنفي نموذجأ شاهدا على جرائم ووحشية مليشيات الحوثي التي تمارس أبشع أنواع التعذيب في سجونها ضد المختطفين.