الخميس 28-03-2024 14:06:52 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الاصلاح وأبناء عمران.. مواقف مشرفة في التصدي لمشروع الحوثي الايراني

الجمعة 09 أغسطس-آب 2019 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت - تقرير خاص/ علي العقبي

 

 

لم يكن أحد يدرك خطورة مشروع التمرد الحوثي (أدوات إيران في اليمن) إلا عندما سقطت عمران في 8 يوليو 2014م، والتي مثلت الممر لتوسع مشروع إيران في اليمن حتى سيطر الانقلابيون على معظم المحافظات اليمنية في الوقت الذي صور البعض سقوط الدولة بيد المتمردين بأنها حرب بين الحوثيين والإصلاح.

ومنذ سقوط عمران والسيطرة على مؤسسات الدولة بشماعة مواجهة الإصلاح، أدخل الحوثيون البلد في أتون حرب لا تزال مستعرة الى يومنا هذا، يدفع فيها اليمنيون الثمن باهضاً.

في التقرير التالي سنسلط الضوء على عملية سقوط عمران بيد الحوثيين، ونبين دور أبناء عمران في التصدي للمشروع الإيراني ودعم الشرعية، وموقف الإصلاح في الدفاع عن الدولة والشرعية منذ دخول الانقلابيين عمران.

 

- استهداف الإصلاح أول مهمة للحوثي

أسقط الحوثيون عمران وتبع ذلك إعلان الانقلاب في صنعاء ليستمر الحوثي في التمدد في مختلف المحافظات بمساعدة قبليين وعسكريين وسياسيين نسوا بلدهم وسلموه لعصابة مجرمة نكاية بالإصلاح، الذي بقي شماعة استخدمها الحوثيون للسيطرة على صنعاء 2014م. في حين ظل الإصلاح يدفع ثمن وقوفه مع المشروع الوطني.

كانت أولى مهام الحوثيين في محافظة عمران هي الانتقام من الحزب الذي رفض مشروعهم الطائفي العنصري، وقامت مليشيات الحوثي منذ البداية بتفجير مقرات الإصلاح بمحافظة عمران، ومراكز تحفيظ القرآن والمساجد وعدد من منازل الاصلاحيين المعارضين لهم.

في 24 مايو 2014 م أدان التجمع اليمني للإصلاح- في بيان له- هجمات مليشيا الحوثي في محافظة عمران وتفجير مقره ومنزل نقيب المعلمين في المحافظة، عنتر الذيفاني، ودار تحفيظ في مديرية الخدرة وعمليات تفجير سابقة.

وقال بيان فرع الاصلاح في محافظة عمران حينها إن "الاستهداف الممنهج الذي تقوم به جماعة الحوثيين ومليشياتها الوافدة إلى عمران واستهدافها لمؤسسات ورموز سياسية ونشطاء، مؤشر كافٍ ودليل حقيقي على نزعة العنف المتأصلة لدى هذه الجماعة".

واعتبر الإصلاح حينها ما تعرضت له مؤسساته ومقراته من قبل الحوثيين في حروبهم "عملاً إرهابياً وسلوكا متطرفا ينم عن عقلية ومشروع ماضوي متخلف ووحشي وغير قابل بالآخر".

وأشار بيان إصلاح عمران إلى أنه ينأى بحزبه وقياداته وأعضائه "من الانجرار إلى صراعات دموية تسعى إليها جماعة متمردة على قيم السلام والتعايش وعلى الدولة ومؤسسساتها وعلى مخرجات الحوار الوطني التي شاركت في صياغتها ووقعت عليها".

 

- مواقف مشرفة للإصلاح

وعن موقف التجمع اليمني للإصلاح ومناهضته للمليشيا الانقلابية ومقاومة المشروع الإيراني، قال الصحفي والناشط السياسي ضيف الله القهالي، وهو من أبناء محافظة عمران، بأن حزب ‏الإصلاح لم يخرج يوماً عن إطار الشرعية اليمنية منذ حرب دماج وحاشد وعمران وحتى إسقاط صنعاء وإلى اللحظة.

وأضاف القهالي: "استمر الإصلاح بقيادته وأعضائه جنوداً أوفياء في كل المراحل وقدموا آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين ناهيك عن آلاف المختطفين القابعين تحت تعذيب مليشيات الحوثي الإجرامية، كل ذلك بسبب المواقف الوطنية والمسؤولة للحزب".

ويقول ضيف الله القهالي، وهو صحفي شاهد على الأحداث منذ إسقاط عمران بيد الحوثيين: "نقول للجميع أسقط الحوثيون عمران والدولة وكانت التسهيلات مؤامرة ضد الإصلاح، لكن سيبقى الإصلاح جندياً مخلصاً وأميناً ووفياً لدينه ووطنه وشعبه ومكتسبات الثورة والجمهورية، فكل طارئ حتماً سيزول وكل معتدي قطعاً سيكسر وكل متربص وخائن لا محالة سيخسر بثبات الرجال في كل الميادين".

 

- كيف سقطت عمران؟

يقول السياسي اليمني محمد علي المصنعي في تصريحات خاصة: ‏"كانت عمران هي الحصن المنيع للدولة والجمهورية. هذا ما كنا نؤكده قبل سقوطها تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، لكن للأسف لم يكن أحد يسمع ذلك".

وعن ابتداء الحرب في محافظة عمران، يقول القيادي في حزب العدالة والبناء: "بدأت الحرب في منطقة دنان بمديرية العشة محافظة عمران منتصف العام 2013 بين قبائل حاشد ومليشات الحوثي الإرهابية واستمرت قرابة الستة أشهر قدمت فيها قبائل حاشد مئات الشهداء والجرحى، حينها لم تحرك الدولة ساكنا تجاه ذلك العدوان البربري لمليشيا الحوثي على مواطنين أبرياء في قراهم ومناطقم غير لجان الوساطة التي كانت ترسلها كلما تعرض الحوثي لضربات مؤلمة من القبائل".

وأضاف: "سقطت منطقة دنان وخيوان وحوث ووقع الحوثي ما سمي باتفاق الخط الأسود مع بعض المشايخ الذين رأوا أنهم ليسوا معنيين بالدفاع عن الدولة، حسب قناعتهم".

وانتقلت بعدها الحرب إلى مدينة عمران مركز المحافظة، حيث بدأ الحوثي يحشد مقاتليه في مداخل المدينة الأربعة تحت أعذار واهية بدأها بطلب تنفيذ مسيرة مسلحة للمطالبة بتغيير المحافظ ومدير الأمن وقائد اللواء 310 العميد الشهيد حميد القشيبي، رحمة الله تغشاه.

 

- موقف الأحزاب السياسية

قال المصنعي: "عملنا في قيادات الأحزاب السياسية وقيادات السلطة المحلية بالمحافظة كل ما بوسعنا لإقناع قيادات الدولة في صنعاء بالتدخل وردع مليشيا الحوثي ولكن دون جدوى.

وأضاف: "كنا نرفع أصواتنا عالياً حينها أن سقوط عمران هو سقوط الدولة والجمهورية ولن يقتصر الوضع على عمران فقط وكانت النتيجة سقوط معظم المحافظات".

وقال المصنعي إن عمران سقطت في 8 يوليو 2014، وسقط اللواء 310 بقبضة مليشيا الحوثي الإرهابية واستشهد قائده العظيم حميد القشيبي بعد حصار لعمران وحرب في جميع مداخلها وفي الجبال المطلة عليها استمرت حوالي أربعة أشهر استخدم فيها الحوثي كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ولم يصل أي دعم الى اللواء ٣١٠ عدا الوعود الكاذبة من وزير الدفاع حينها محمد ناصر أحمد (الذي اطلق مقولته المشهورة: الجيش محايد ويعرف عدوه) بل كان يتم احتجاز الأدوية والمستلزمات الطبية في نقاط الحوثيين، ووصل بهم الحال إلى نهب الإسعاف التابع لمستشفى عمران وعلى متنه أدوية ومستلزمات طبية من وزارة الصحة.

والأسوأ من هذا كان منع إسعاف الجرحى والمصابين من أفراد وضباط اللواء 310 والأمن والقبائل المساندين لهم من قبل نقاط الحوثيين، ونتيجة لذلك حصلت وفيات لعدد من المصابين نتيجة عدم توفر أطباء متخصصين وأجهزة طبية لازمة في مستشفى عمران.

 

- عمران بعد دخول الحوثيين

واستطرد السياسي المصنعي إن محافظة عمران عاشت بعد اجتياح الحوثيين بمفردها مرحلة هي الأسوأ، ومثل سقوط عمران كارثة وصدمة قوية لأبناء المحافظة.

وأضاف: "رغم ذلك لم يقف أبناء المحافظة متفرجين لما حصل لهم، بل شدوا الرحال وانطلقوا بآلامهم وجراحاتهم إلى جبهات القتال في صنعاء وقدموا خيرة الرجال وفي مقدمتهم العميد الشهيد صادق مكرم الذي أبى إلا أن يلحق برفيق دربه الشهيد القشيبي، ولم يخن قسمه العسكري ولم يخلع رتبته العسكرية ويختبئ كحال بعض القيادات التي توارت عن المشهد واختفت حين وصل الحوثيون إلى مشارف صنعاء".

 

- أبناء عمران ودعم الشرعية

ويؤكد السياسي المصنعي أن أبناء محافظة عمران وبعد سقوط الدولة والجمهورية وسيطرة غلمان الإمامة على صنعاء توجه الآلاف منهم إلى مأرب وبدؤوا مع بقية الأحرار من مختلف محافظات الجمهورية في تشكيل نواة الجيش الوطني والتصدي لمليشيا الحوثي الإرهابية في أطراف مدينة مأرب وصرواح ونهم والجوف وميدي ومختلف جبهات القتال في دعم الشرعية لمواجهة المتمردين الحوثيين، وقال: "لقد ضرب أبناء محافظة عمران أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة والثبات وقدموا خيرة الأبطال ولا زالوا حتى اليوم رغم حملات الإساءة والتهم الباطلة من قبل بعض الأصوات والأقلام المأجورة والمأزومة التي تحاول تصوير الوضع عكس الحقيقة

إلا أنهم ظلوا ولا زالوا ثابتين ثبوت الجبال حتى يتم دحر هذه العصابة الفاشية واستعادة الدولة والجمهورية بإذن الله".

 

- البطل الذي تصدى لمشروع إيران مبكراً

إنه الشهيد القائد حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع الذي استشهد وهو يقاوم زحف الحوثي بقوة وبسالة في خندق الدفاع عن الجمهورية في الثامن من يونيو 2014، قبيل إسقاط محافظة عمران بيد المليشيات الانقلابية.

استشهد العميد القشيبي الذي قال عبارات خالدة وكانت هي آخر تصريحاته: "واهم من يظن أننا سنستسلم، سندافع ونقاتل حتى آخر جندي، وسنموت على ساحات الشرف، ولا نامت أعين الجبناء. سأقاتل ومعي كل الشرفاء من أفراد اللواء 310، ولن أخون شرفي العسكري والقسم الذي عاهدت به الله ثم الوطن على حماية الشعب وسلامة أراضيه".

وصمد العميد حميد القشيبي وقواته لمواجهة مشروع إيران باليمن والتصدي للحوثيين حتى اللحظة الأخيرة.

وبعد عبور الانقلابيين على دماء الشهيد القشيبي الذي استشهد في 8 يوليو 2014، عبروا بعد ذلك الى معظم محافظات الجمهورية فقتلوا ودمروا ونهبوا وفجروا وأهانوا حتى أولئك الذين تواطؤا على قتله.

من أبرز الوجاهات القبلية التي تعاونت وسهلت دخول الحوثي لعمران وصنعاء: سلطان الوروري، محمد يحيى الغولي، سلطان عويدين، مجاهد قشيرة، أحمد السكني، محمد ناجي مرزاح، مبخوت المشرقي، علي حميد جليدان، علي عزيز الحجيري، صادق أبو شوارب، مجاهد القهالي، صالح زمام المخلوس، يحيى داحش العبدي.

 

- مصير الخيانة

بعد الاستغناء عن خدماتهم، واصلت مليشيات الحوثي الانقلابية مسيرة الانتقام من المشايخ والوجهاء والأشخاص الذين تعاونوا معها سابقاً وسهلوا لها مهمة دخول عمران وإسقاط العاصمة صنعاء تاليا وباقي المحافظات الأخرى.

في 23 يوليو المنصرم وبعد أقل من أسبوع على تصفية الحوثيين القيادي القبلي سلطان الوروري والتمثيل بجثته في إحدى مناطق محافظة عمران (شمالي صنعاء)، ورغم أنه قاتل مع الحوثي، وكان من أوائل من اقتحم معسكر اللواء 310، أقدمت المليشيات الموالية لإيران على التنكيل بالقيادي القبلي مجاهد قشيرة مع عدد من مناصريه في مديرية ريدة بمحافظة عمران، على إثر خلافه مع قادة المليشيات، وخاض مواجهة ضارية مع عناصر الأمن الوقائي الحوثي الذين قاموا بمحاصرة منزله قبل أن يتم تصفيته مع عدد من أتباعه وتقوم الجماعة بتفجير منازله إمعاناً في التنكيل به.

قشيرة الذي ينتمي إلى قبيلة الغولة في مديرية ريدة، كان من أوائل من انضم إلى صفوف الجماعة الحوثية وسهل لها اقتحام مدينة عمران في 2014، كما كان من أبرز القادة القبليين، حيث شارك الجماعة في اقتحام صنعاء وتعاون مع المليشيات في الانتقام من السكان في محافظة عمران.

وفي أبريل/نيسان الماضي، أقدم مشرف حوثي يدعى "أبو ناجي الماربي"، على تصفية الشيخ القبلي أحمد سالم السكني، عضو المجلس المحلي بمديرية ريدة التابعة لمحافظة عمران، وعضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر، بمنطقة صرف شرقي العاصمة صنعاء.

وكان مصير من تآمروا على إسقاط عمران إما اعتقالهم من قبل المليشيا أو وضعهم تحت الإقامة الجبرية، مثل: مبخوت المشرقي، وعلي حميد جليدان، وعلي عزيز الحجيري، ومجاهد القهالي. وبعضهم تعرضوا للإهانات والتهديد بالقتل وتفجير منازلهم، وهناك مشايخ تم تهميشهم وتجريدهم من أي دور، مثل: يحيى داحش العبدي، وصالح زمام المخلوس، وصادق أبو شوارب. وكانت العقوبة لكل من رفض أو أبدى أدنى اعتراض لتوجيهاتهم الاعتداء والقتل والسحل، وكانت تلك مكافأة نهاية الخدمة للحوثيين ولم تشفع لهم جهودهم في مساعدة الحوثي في السيطرة على عمران ثم صنعاء وبقية المحافظات، وهكذا كان الجزاء من جنس العمل.