الماجدة أصيلة الدودحي
عبدالعليم باعباد
عبدالعليم باعباد
  

هناك في ضواحي العاصمة الحميرية وتحديدا في جبال العود الشماء، عود الأصالة والحضارة والتاريخ، و في أسرة من أسرها الشجاعة جددت "الأصالة" الدودحية لوحتها، ونقشت على جدار الحرية نقشا سيضاف إلى نقوش الحميريين، وتاريخ العود واليمن عموما، ليصبح في متحف الزمن معلما شامخا كشموخ جبال العود، ثابتا كثبات رجاله الأحرار، وكنسائه الماجدات اللواتي أنجبن الرجال الجبال.

هاهي الأصيلة أصيلة الدودحي تضرب مثلا في الشجاعة والفداء والذود عن الأرض والعرض لتعلم شذاذ الآفاق أغراب العصر قتلة القيم غزاة الديار كيف يكون الدفاع عن الحرية من قبل الأصالة.

أصيلة الدودحية فتاة في العقد الثاني من العمر وبنت قرون من الحضارة على هذه الأرض الطيبة تأبى الذل والخضوع والاستسلام لغزاة الديار الذين لم يقرأوا تاريخ اليمن وتاريخ عود الشجاعة والإقدام والغارة، عود التضحية والفداء، عود الحرية والرجولة، الذين امتلأت بمناقبهم سرديات التاريخ على شفاه الأقيال، وفي بطون الكتب.

أصيلة الدودحي فتاة من عود بن سالم حملت البندقية للدفاع عن منطقتها وأرضها وبيتها، فلم تنحن أبدا لعار، ولم تنثن عن تصويب بندقيتها نحو الغازي المعتدي الذي لا يعرف سوى لغة القتل فعلمته أنها تجيد هذه اللغة ولكن ليس تجاه الأبرياء والمساكين كما يجيدها الحوثي… إنها تجيد هذه اللغة و فنون الشجاعة والثبات أمام كل عدو طامع .

لعل رجولة هذه الفتاة، ولعل أصالة هذه الفتاة وفعلها يحيي ضمائر بعض الذكور من أبناء العود وهم قلة الذين باعوا رجولتهم، وأناخوا كرامتهم ليركب فوقها قاتل اليمنيين ومفجر مساجدهم ومنازلهم.

أصيلة الدودحي هي اليوم تكتب في سفر الزمن عنوان البداية والنهاية.

بداية الفعل الثوري للماجدات.. بلسان الحال " إن لم يقاتلك رجال اليمن فستقاتلك حرائر اليمن".

وتسجل نهاية هذه الخرافة في العود ومريس والضالع

فهؤلاء القوم هم قدر الله لنهاية كل ظالم عبر التاريخ، فمن دمائهم اشتعلت الثورات، ومن أرواحهم بنيت محاريب الحرية، و شيدت منابر الأحرار.

لكأن أيوب وهو يشدو بكلمات الفضول الوطنية يعني بها هذه السجية و هذه الأصالة..

شعبنا فيه الندى

شعبنا فيه الفدا

شعبنا فيه الأصالات تمضي أبدا

تكذب الأيام إن قالت بأن لها

فينا لهون موعدا.

رحم الله أصيلة الدودحية وأسكنها الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.


في الإثنين 15 إبريل-نيسان 2019 11:37:43 ص

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.com/articles.php?id=538