الإصلاح عطاء يتجدد
أحمد عبدالملك المقرمي
أحمد عبدالملك المقرمي


مثل كائن حي ينمو جسما و يشف روحا، و ينضج عقلا، و يتوسع معرفة، و مثل فجر يبزغ شعاعا، ثم يشرق ضياء، فيعم نوره البسيطة، بزغ فجر التجمع اليمني للإصلاح و أشرق نوره ، فأنار الأنحاء، و أضاء الأرجاء ، و أسعد الأجواء، و رص الصفوف و ألّف النفوس .

لقد جاء التجمع اليمني للإصلاح ، حزبا سياسيا مدنيا شعبويا، مستلهما للنشاة و التكوين؛ عمق فكر الأمة و تاريخها الحضاري، و يستمد زاد مسيرته من طينة أرضه و موطنه ، فكرا و هوية و ثقافة ( بلدة طيبة و رب غفور ) متمسك بثوابت الأمة و نهجها ( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )، ( فاستقم كما أمرت و من تاب معك)، و منفتح على الحياة الإنسانية و جميل نتاجها ( كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا ) .

فهو يتجدّد و يجدد ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) من غير تبعية عمياء، و لا تمنّع أحمق، و إنما بوعي و بصيرة ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله عل بصيرة أنا و من اتبعني ) .

إن التجمع اليمني للإصلاح يتجدد و يجدد كما يتجدد الصباح، فالركود موت و التوقف فشل، و الانطواء تكلس و تآكل، و الحياة حركة و فعل، و تغيّر و تغيير ، و تطور و تجديد ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ) كما أن الذوبان و التماهي في آخر يسلبك عقلا و روحا و نسفا للهوية، و تفسخ الشخصية؛ ثم إنه - فوق ذلك- فشل و عجز، و موات و اندثار .

و من هنا فإن التجمع اليمني للإصلاح الذي جاء على موعد مع 13 سبتمبر 1990م. لم يتوقف - منذ تأسيسه - عند محطة الميلاد ، بل مضي ينمو و يتطور و يتجدد ، و ينفتح على الجميع .

غير أننا لا بد أن ندرك هنا عمق العلاقة بين محطة ميلاد الحزب ككيان سياسي مدني ؛ و بين امتداد الفكرة والفكر كرسالة بناء و حضارة، مُستلهَمَة من ثابت الأمة و رسالتها الحضارية، و تفاعل المفكرين و العلماء و المصلحين اليمنيين معها ماضيا و حاضرا، و إفادة من نتاج العقل الإنساني، و الذين لم يقفوا مكررين سابقيهم، أو مقلدين سالفيهم فحسب، أو جامدين عند موروث فكري أو ثقافي كان نتاج زمن معين، و إنما تفاعلوا متجددين و مجددين ، ثقافة و فكرا منفتحا على الحضارة الإنسانية للإفادة منها بوعي لا يفقد معها شخصيته، و لا يذوب فيها فيصبح بلا هوية، و إنما بتفاعل واعٍ ثار على الجمود، و استعصى على الثقافة الاستعمارية بالمعايير التي يسعى الاستعمار - حتى اللحظة - فرضها على العالم؛ ليمارس هيمنته بروح الاستعلاء من خلال تلك المعايير التي يريد أن يقولب الحياة الإنسانية وفق مشيئته التي يريد فرضها بنزعة استعلائية، و طابع استعماري مبطن، و بمعايير قانونية مقنّعة ، تبقي على تسلطه و هيمنته من وراء جدر ناعمة تخفي وراءها قبح الأهداف الاستعمارية و مطامعها بخداع الوسائل و زيفها.

إن التجمع اليمني للإصلاح و هو يكمل عامه الثامن و العشرين من عمره أو تأسيسه، يثبت بحق أنه امتطى صهوة التجدد و التجديد، مواكبا متغيرات، و مكيفا مستجدات، يعيشها في عمق شعب، و أحضان مجتمع يتناغم معهما ثقافة و سلوكا، و نضالا و هدفا، فلا كان التجمع اليمني للإصلاح إذا لم يكن متلاحما مع شعبه و حاملا لقضاياه و مترجما لتطلعاته.

و لذا فالتجمع اليمني للإصلاح يقف في طليعة من يحمل همومه و آماله؛ يشهد لذلك تاريخ يسطره الإصلاح - اليوم - قيادة و أعضاء و مؤيدون و أنصار في مواجهة المشروع الظلامي للحوثي و الكهنوت في كل اليمن.

يحتفي الإصلاح اليوم بذكرى تأسيسه و ميلاده، و يتبادل أعضاؤه و أنصاره التهاني مع بعضهم بمناسبة الذكرى، وليوصي بعضهم بعضا على التواصي بالحق و التواصي بالصبر، و هم في أتون معركة انطفأ لهبها بغيث عطائهم، و تكسرت همجيتها و هجماتها عند ثبات شموخهم وصبرهم و رجولتهم التي استعصت بفضل الله، ثم بتلاحمهم على الانكسار .

فسلام عليكم أيها الإصلاحيون في السهل و الجبل، سلام عليكم في الريف و المدن، سلام يطوف كالشذى سحرا من المهرة إلى صعدة و من مأرب إلى عدن إلى حجة ..

و سلام على اليمنيين أجمعين.

#إصلاحيون_لأجل_اليمن


في الأربعاء 05 سبتمبر-أيلول 2018 10:23:36 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.com/articles.php?id=403