عدن..ويستمر التجريف!
عامر دعكم
عامر دعكم
 

ما الذي يحدث في عدن يا شرعية؟!
أكثر من خمسة وعشرين خطيبًا وإمام مسجد اغتيلوا خلال ثلاث سنوات، كان آخرهم الشيخ محمد راغب بازرعة، إمام وخطيب مسجد عبدالله عزام بالمعلا، ويبدو أنه لن يكون الأخير، فآلة الموت لم تُلجم بعد، ما تزال مُتوشَّحة لقتل المزيد، كما أن الأجهزة الأمنية لم تحرّك ساكنًا ولم يصدر منها موقف، وإن فعلت فلن تتجاوز إصدار بيانات إدانة واستنكار!
ليس هذا فحسب، بل إن ما يربو عن 120 خطيبا وإمام مسجد غادروا عدن هروبًا من وحش الاغتيالات الذي ينهش المدينة دونما رادع!

لا تفسير لذلك الإجرام الذي يتكرر بوتيرة متسارعة سوى أنّ ثمّة جهات تسعى لإفراغ عدن من شخصياتها الاجتماعية المؤثرة إيجابًا، وخطبائها التنويريين، الذين ينشدون الدولة ويساندونها ويحاربون الإمامة والاستبداد.
الغريب في الأمر، أن سياسة التجريف تلك تحدث في مدينةٍ يفترض أنها محررة، مدينة يطلق عليها عاصمة اليمنيين المؤقتة!
والأغرب أنّ تلك العمليات الإرهابية دومًا ما تُلصق بمجهولين، وهو اتهام باعث للغضب والقرف؛ اتهام يشعرنا أن الأجهزة الأمنية لا تؤدي الدور المنوط بها في حماية المدنيين وملاحقة المجرمين ومحاكمتهم، بل تكتفي ببيانات الإدانة المثخنة بالوهن والكسل!
القيادات العسكرية والأمنية التي لا تحرك ساكنًا، أو تكتفي ببيانات الإدانة، يتوجب تغييرها، على الرئيس هادي أن يعيّن رجالًا مخلصين، يحافظون على الوطن كما يحافظون على حدقات أعينهم.

في كلّ حادثة اغتيال تحدث في عدن، يتشفّى الانقلابيون في صنعاء ويطيرون فرحًا؛ إذْ أنهم المستفيدون من كل نقطة ضعف للشرعية، من كل انفلات أمني تشهده المحافظات المحررة.
يا للعار.. عاصمة اليمنيين المحررة تفتقر للأمن والأمان. هذا ما تقوله الأحداث وليس نحن، وكلّ ذلك العبث الحاصل هدفه الوحيد عرقلة الشرعية، وضع المسامير في عجلات عربة التحرير!
ورغم أنه من الطبيعي أن تظهر في المناطق المحررة جماعات شاذة، تسبح عكس تيار الدولة وتعمل على تقويض مشروعها، لكن اللاطبيعي أن تستمر في عبثها دونما رادع، دونما موقف جاد تتخذه الجهات المعنية بحفظ الأمن.

عدن هي العاصمة، وجه الدولة والشرعية. إجعلوا منها نموذجًا للدولة التي ننشدها، للاستقرار الذي ضحّى الشهداء بدمائهم الزكية طمعًا في تحقيقه.


في الأربعاء 25 يوليو-تموز 2018 04:49:03 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.com/articles.php?id=378