الجمعة 29-03-2024 14:39:21 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
الإصلاح: من لحظة الميلاد إلى شرف الصمود 
بقلم/ عبدالحفيظ الحطامي
نشر منذ: 6 سنوات و 6 أشهر و 13 يوماً
الخميس 14 سبتمبر-أيلول 2017 04:59 م
   

يكون التجمع اليمني للإصلاح- حتى اللحظة الماثلة في حضوره الوطني الكبير- قد بلغ مشروعه الوطني 27 عاماً، منذ استئناف مشروعه النضالي، وقرابة قرن من الزمن، ضرباً في تخوم التاريخ، وأقاصي الجغرافيا اليمنية، كامتداد لميلاده من حركة التحرر والإصلاح اليمني، التي واجهت جوانب التخلف وماضوية الانحطاط، وكهنوت الزيف المقدس. تعددت محن اليمنيين في مسار تاريخهم المعاصر، فكان رجال الإصلاح والتغيير أكثر عمقاً وتجذراً بقضايا الوطن والإنسان، معززين لثقافة وفكر الإنسان اليمني وهويته وتلبية لتطلعاته وأشواقه وأوجاعه.

فسلام لروح الإصلاح الممتدة في أعماق أصالة الفكر وسمو الفكرة الآتية من فكر الشوكاني والصنعاني والبيحاني وابن الديبع وابن الأمير والنعمان والزبيري والموشكي والمخلافي ولبوزة وعشال ورجالات الإصلاح والتغيير والفكر والأدب شموساً تعانق شموساً ولا تغييب.

 سلام على إشراقة النضال في مشروعك الوطني، لسفر عطائك وتضحيات أبنائك ورجالك. سلام على يوم ميلادك كمشروع تغيير وربيع سلام وتسامح، وإنداء حرية وكرامة، وحقول تنمية وبناء.

سلام على ميلاد مشروعك الآتي من زخم التاريخ أقماراً تعانق أخرى ولا تموت.

سلام على مشروعك الوطني المنبثق من عمق الوجع اليمني، ومن أمشاج تاريخه الحضاري، لتكون رؤاه وأفكاره مشاتل اخضرار ومواجيد حياة، باعثة على الحرية والحوار والتسامح والعدالة وقيم المواطنة التي ينشدها الاصلاح منهجاً وممارسة وسلوكاً وعبادة.

سلام عليكم أيها الإصلاحيون قاطبة، أيها الآتون بأهدافكم من ينابيع الفكر الوسطي، ومشارب الوطنية والتراث والعلم، من جديد المعرفة أزهرتم كل هذا التنوع والجمال والأخلاق.

من أشواق وأوجاع شعب، كان ميلاد أهدافكم الوطنية، باعثين للحياة الراكدة، وصناع ابتسامة، بعد أن حاول عبثاً مشروع التخلف والاستبداد أن يدفنها في أرجاء السعيدة.

كنتم مشاريع ابتسامة وصناع فرحة على امتداد خارطة الوطن .. ما أقوله ليس تعابير نشوة، ولا حماسة فجة، أو فائض مشاعر مديح وغرور.

أقول ذلك لمن لا يزال فاراً من وجه الحقيقة، أو متعامياً عنها، أو فاقداً للانصاف والمهنية، من لا يزال موارباً للحقيقة، طاعناً في الخصومة حد الحمق، متسولاً بموقف خصومته ليقتات، وبداخله اعتذار أسيف للإصلاح، ولسان حاله: احملوا مرورنا قليلاً على كاهلكم وسامحونا هذه المرة. نعرف أنكم ستقابلوننا بابتسامة عفو وصفح كما عهدكم، نعرف أنكم لن ولم تفجروا بخصومتكم وستبذلون ما بوسعكم من الصبر ومداواة الجراح ورأب الصدع محتسبين ذلك في سبيل الله وفداء للوطن. نحن نعرفكم تماماً كحقيقة هذا الصباح، تقفون حيث يكون الوطن، ويكون التسامح والإخاء والمصالح العليا. نعرف جيداً تجاربكم كساسة، لن تنتقموا من أحد، وسنجد صفحات نقاء سريرتكم مفتوحة للجميع.

تاريخكم مشهود في الوعي بقضايا الوطن، ونضالكم لأجل الإنسان اليمني يمتد كضوء النهار، يعرفه سكان ريف اليمن واوديته وجباله وسهوله. كم مشروع تضامن وإنقاذ وتعاون وتكافل ورحمة وبناء وتنمية. كان الإصلاحيون يفتتحونه على امتداد خارطة الوطن، كمشاتل حياة ومشاريع فرحة، الآلاف المؤلفة من الأيتام والأرامل والمعوزين والعاطلين، رصيدكم في مشروع صناعة الابتسامة كان يصل دون من أو أذى لكل الناس. ستشهد لكم الأكباد الضامئة والقرى العاطشة. كم مشروع مياه جرت مياهه العذبة في قراكم، كان الإصلاحيون روادها، يوم أن كان الفقر ونظام البؤس يتسول باليمنيين كعاهة مشرعة للارهاب، أن لم تبادر الدول الشقيقة والصديقة لإنقاذ اليمنيين بالمساعدات، والحقيقة حينها كان النظام البائس يلتهم كل المساعدات ليبقى الفقراء ورقة تهديد يطلقها حين يريد الحاكم، ملأ أرصدته التي لا تشبع. كان الإصلاحيون، يتوجهون بمشاريع التكافل والتعاون والتنمية، يطعمون البائس والمعتر الفقير، ويغيثون الملهوف، ليقضون على مسببات وبواعث الإرهاب والجريمة والتطرف، وحين انقلب الحاكم البائس متحالفاً مع مشروع التخلف والهمجية والإرهاب والعنصرية والسلالة الزائفة، وصنع الانقلابيون كل هذا الوجع والنزيف الدامي في الجسد اليمني، وهدد الانقلابيون الوطن بالموت، حاولوا عبثاً اغتيال إرادة الإصلاح، وأغلقوا أبواب الخير التي اطل الإصلاح من خلالها بمشاريع الحياة، ونهبوا ما وفره رجال الإصلاح في مؤسساتهم من مرتبات لمئات الآلاف من الأيتام والأرامل ومساعدات المرضى والفقراء، سرق الانقلابيون كل المشاريع الخاصة التي بناها الاصلاحيون لأجل الوطن المواطن، وأغلقوا الحياة التي كانت تورق وتزهر تنمية ومشاريع حياة ، ولم يكتفوا بذلك، بل اختطفوا واقتحموا منازل قادة تلكم المشاريع، قتلوا وعذبوا وداهموا وروعوا الأطفال والنساء، كل ذلك فعله الانقلابيون، والاصلاحيون شامخون صامدون صابرون، اختاروا الوطن دفعة واحدة من أول صوت رافض للظلم وحتى آخر شهقة شهيد، وحين كانوا إلى جوار إخوانهم في المحيط العربي ضد المشروع الايراني السلالي التدميري الفوضي المهدد لهوية اليمن وأشقائه، دفع الإصلاحيون ثمن موقفهم التاريخي. استشهد العشرات من أنصارهم تحت التعذيب. سجن الآلاف بتهمة الحرية والدفاع عن الهوية، شرد عشرات الآلاف منهم، بسبب تحالف الإصلاح مع كل الأحرار في اليمن وأشقائه في الخليج العربي، دفع الإصلاحيون الثمن غالياً إزاء موقفهم الوطني والعربي .

 رفض الإصلاح المد الإيراني وبادر رجاله وشبابه للدفاع عن الوطن، ووضع دماء أبنائه مع دماء كل الأحرار في اليمن وامتزجت دماؤهم مع أبناء عروبتهم في دول التحالف العربي، لم يوارب الاصلاح في مواقفه كان واضحا ناصعا كشمس أغسطس.

 لذا اختار اليمنيون الإصلاح ويعولون عليه كملاذ بديل عن مشاريع العنصرية والإرهاب والتخلف والتمزق والغدر والخيانة، ولا يزال موقفه معمدا بالدم مكدودا بأشواق الوطن وأوجاعه.

قد يكون الامتحان الذي مر به الإصلاح بسبب مواقفه الثابتة قاسية عليه، لكن كفيلة بهذه المرحلة أن تزيده نضجاً ورشداً يمنحه شرف البقاء صامداً على مبادئه العصية عن الانكسار.