الخميس 28-03-2024 14:58:17 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
الإصلاح لا تغرب شمسه..
بقلم/ عيسى راشد
نشر منذ: 6 سنوات و 6 أشهر و 12 يوماً
الخميس 14 سبتمبر-أيلول 2017 12:06 ص

تناهشته سهام الحقد، وتكسرت النصال على النصال في جسده وكيانه الحزبي، وما زادته أحقاد الأعداء وجرائم المخلوع والحوثيين إلا سطوعاً ولمعاناً في سماء التاريخ وفضاء الخلود والألق؛ فهو حزب اليمن، معجون بتربة بلدته الطيبة، ومسكون بأنفاس الناس الحزانى الطيبين، وكل ما يعتلجهم من أشواق وتطلعات، وآلام وآمال.


لست إصلاحياً، لكنني أرى في الإصلاح الحزب الذي ظل على امتداد مسيرته السياسية الأقرب إلى الوطن والأكثر انصهاراً بواقع وطنه وحياة المواطنين.
والحق أقول: إن ثمة انتقالات نوعية في بنية الحزب المتماسكة وخطابه السياسي، تعكس في مجملها حزباً عصرياً يمتلك من المرونة والرسوخ، ما جعل منه حزباً يتطور سياسياً ويتواكب -ليس فقط مع مستجدات الحاضر- بل مع أشواق ومتطلبات الغد.


حسناً فعلت مليشيات الموت والخراب في سلطة الانقلاب وهي تتيح لنا رؤية جمال الإصلاح بسلوكياتها القبيحة ومسيرة القمع المتوحشة بحق اليمنيين، وحزب الإصلاح حد الإقرار بحله سياسياً، واقتراف أكبر وأبشع حملات الإبادة التي استهدفت اليمن عموماً والإصلاح خاصة، في مقاره وقنواته ووسائله الإعلامية وكوادره وقياداته، بشكل غير مسبوق في تاريخ اليمن والتعددية السياسية.


مقابل هذه الإبادة المدججة بأيديولوجيا الكراهية والموتورة بثارات التاريخ من حزب ظل على الدوام سند الوطن ورائد النضال السلمي، وحارس الوطن والجمهورية من كل المشاريع الكهنوتية والمؤامرات الرامية إلى تفتيت كيان الوطن وإعادته إلى زمن ما قبل الكتابة وعصور البدائية الغابرة، مقابل كل هذا وغيره، حصل الإصلاح على فرصة تاريخية، ما كان له أن يتحصل عليها في ظل ظروف عادية ومشهد سياسي مستتب؛ فالقبح الذي اتسمت به ملامح المليشيات الإنقلابية انكشف للجميع عكس في أنظار الآخرين، بمن في ذلك العميان ومن به صمم والمتحاملون على الإصلاح بسبب وبدونه، جمال الإصلاح، بهاءه ورونقه، طهره السياسي، وعفته الوطنية، كحزب لا تغيب شمسه، وأنى لها أن تغيب وهي تستمد من كيمياء اليمن وقوداً لإشعاعات يومية متجددة، فيما يتكفل شعاع شمس الإصلاح بإبادة الميكروبات والجراثيم التي تلوث الوطن وتهدد حياته وصحته ، فالشمس بقدر ما تضيء تحرِق.


لست إصلاحياً لكنني أرتبط بعلاقات ود وإخاء مع كثير من شباب الإصلاح، وعملت في حياتي الصحفية مع كثير من الصحف والوسائل الإعلامية التابعة للإصلاح. والحق أقول: إنني لم أجد في الإصلاح وشبابه إلا نبل الموقف، وطهر القلب واليد واللسان، وعدم غمط الآخرين حقوقهم المادية والمعنوية؛ فهم خير من يوفي الكيل وأصدق من يعمل ويقول وأوفى من يعد واسخى من يكافئ.


أقول هذا وأنا أرى الإصلاح اليوم حزباً متحرراً سياسياً، فلا تقيده أعباء الأيديولوجيا وتنظيرات السلف، ولا تتملكه نظرات الريبة والتوجيه؛ فالجيل الشاب هو من يدير الدفة الآن، والانفتاح على الآخر، هو ما يجسد تحولات حزب، صار هو الوطن لمن لا وطن من مختلف شرائح المجتمع اليمني.


ها أنا وزملاء غير إصلاحيين نلتقي في أحد مقاره، ونصغي ومعنا أصدقاؤنا من قيادات الإصلاح وشبابه لأغاني فيصل علوي فيما يشعل أحدنا سيجارته ويتحدث آخر عن نزار قباني وقيادي إصلاحي يحدثنا عن دور الفن في تنمية الروح وتهذيب أخلاق الشعوب، فيما تعبر من أمام لحظاتنا الرومانسية الذكرى السابعة والعشرون لحزب صار أكثر وهجاً وانفتاحاً، وأجمل حضوراً في ذاكرة الزمن والمكان والإنسان.