الخميس 28-03-2024 14:15:06 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
الإصلاح في ذكرى تأسيسه الثامنة والعشرين
بقلم/ أنصاف علي مايو
نشر منذ: 5 سنوات و 6 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 12 سبتمبر-أيلول 2018 09:15 م

نستقبل الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح في الثالث عشر من سبتمبر 1990م والشعب اليمني لايزال يكرس نضالاته المتواصلة بسيل جرار من التضحيات لاستعادة دولته من مليشيات الانقلاب، وكسر المشروع الإيراني في المنطقة.

وفي هذا المقام اجدها مناسبة هامة للوقوف في حضرة النضال العظيم الذي تشرفنا بتقديمه، ولا نزال وكل أعضائنا وأنصارنا في مدينة عدن الحبيبة وفي عموم الوطن اليمني الكبير، ونراه حقا علينا ودَيناً يطوق أعناقنا لهذه المدينة الباسلة.

إن التيار الاصلاحي الذي تشكل لاحقا في حزب الاصلاح في العاصمة عدن وعموم المحافظات الجنوبية مع انطلاقة التعددية السياسية لم يكن وليد اللحظة، بل كان معبرا عن تلك الجهود المستنيرة والنضالية منذ نهاية اربعينيات القرن الماضي مع انطلاق الحركة التنويرية التي شهدتها عدن مروراً بالجمعية الاسلامية التي شكلها المرحوم محمد عبدالله المحامي عام 1949 برفقة الشيخ محمد بن سالم البيحاني والشيخ علي محمد باحميش وغيرهم.

 وتعد أول نواة للعمل الاسلامي في عدن، إضافة إلى نضالات الشيخ عمر طرموم والدكتور محمد علي البار في المركز الثقافي الاسلامي اللذين ساهما في الحياة السياسية والثقافية في تلك المرحلة ولايزال معهد البيحاني العلمي شاهدا على تلك البصمات.

تلك البدايات النضالية التي سطرت من خلال الالتحام في ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وانخراط عدد من الشباب الإسلاميين في العمل الفدائي لتحرير عدن من الاحتلال البريطاني، وعلى رأسهم المناضلان الكبيران أبو بكر شفيق وحسين عبدالله مساوى (أبوهاشم) اللذان قادا العمل الفدائي في مدينة عدن وشغلا لاحقا عضوية أول لجنة تأسيسية لحزب الإصلاح كامتداد طبيعي للحركة الاصلاحية، وشاركا بفعالية في أولى العمليات العسكرية، مثل عمليات: ضرب المطار العسكري ونادي سلاح الطيران، كما كان لهم دور أساسي في انتفاضة 20 يونيه 1967م التي سيطر خلالها الفدائيون على منطقة (كريتر) وطردوا القوات البريطانية منها قرابة أسبوعين.

ومن خلال تلك المراحل التاريخية ترسخ الهم الوطني لدى اعضائنا وانصارنا، وضرورة الاسهام الفاعل في كل ما يحافظ على مدنية عدن و تميزها الحضاري و التنوع الثقافي والاجتماعي اللذي تميزت به عقودا طويلة من الزمن.

وبعد اعلان التعددية كان الحضور البارز في الاسهام مع شركاء العمل السياسي في تجسيد الشراكة الوطنية والعمل المشترك وترسيخ المشاركة السياسية من خلال محطات الانتخاب النيابية والمحلية والرئاسية.

وعند انطلاق الحراك السلمي في 2007 انخرط اعضاؤنا وانصارنا في فعالياته المختلفة وانتصرنا للقضية الجنوبية في كل المحافل والمجامع، وكانت مقراتنا اماكن احتضان للجان التحضيرية للفعاليات السلمية المختلفة.

كان انحيازنا للوطن والمواطن نابعا من قيمنا اللتي تعلمناها ومارسناها سلوكا و افعالاً، وعندما لاح الخطر على مدينتنا عدن من قبل جماعة الحوثي الانقلابية الايرانية قام الاصلاحيون مع كل الوطنيين الشرفاء بالدفاع عن مدينتهم والتضحية بارواحهم رخيصة في دفع العدوان عنها وأهلها وانضموا إلى مقاومتها الباسلة إلى جانب كل الاحرار من أبنائها الأبطال، وقدم الاصلاح في سبيل ذلك عددا من الشهداء والجرحى.

يا أبناء عدن الأحرار

يتعرض كوادر ونشطاء ومقرات حزب الاصلاح في العاصمة عدن لحملة ظالمة ومخطط خبيث، يهدف إلى اقصائه من الحياة السياسية بدءاً بعملية اغتيال الشيخ الشهيد صالح حليس ومرورا بإحراق مقراته واغتيال قياداته ورموزه وملاحقة كوادره وناشطيه وانتهاء بمحاولة اغتيال الناشط الاصلاحي مروان الراعي قبل يومين.

اننا نؤكد ان تلك الحملة الخاطئة هي بسبب موقف الاصلاح المبدئي الرافض للانقلاب على الشرعية في صنعاء أو عدن، تحت أي لافتة كانت و رفضه التماهي امام الممارسات التي تؤدي إلى تقويض الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

وتندرج هذه الحملة ضمن محاولات افراغ مدينة عدن من رموزها وكفاءاتها وكوادرها وتجريف الحياة المدنية وافقادها أهم عناصر تميزها من خلال بث الكراهية وحملات التحريض الممولة وممارسات الاقصاء التي أدت الى انحسار مظاهر المدنية لصالح شيوع اعمال النهب والسلب والتجهيل في مؤشر للتراجع لم تشهده المدينة على امتداد تاريخها الطويل. 

 لقد عانى أبناء عدن من الويلات وتعرض كوادرها للتصفيات والملاحقات والاعتقالات في مسلسل للدم لم يستثنِ علماءها وأئمة مساجدها وخطبائها.

ولقد ظلت هذه المدينة المسالمة تحمل الحب والتعايش مع كل الأفكار والكيانات والمكونات إيمانا منها بأن التنوع دليل قوة وتقدم، وإن ممارسات التصفية ومحاولات الإلغاء تعبير عن ضعف وافلاس من يقوم بها، ومؤشر خطر مدمر سيطال الجميع بآثاره السيئة ولن يبقي على أحد .

وهنا أجدها فرصة للتأكيد على موقف الإصلاح الذي يرفض العنف بجميع صوره وأشكاله، ويجدد التزامه بالنضال السلمي وبالوسائل المشروعة، ونؤكد أن معركتنا لاستعادة الدولة والقضاء على مخالب إيران واطماعها تتصدر أولوياتنا، وتستاثر بكل جهودنا وطاقاتنا، وندعو كافة القوى الوطنية لتوحيد الجهود والصفوف لاستكمال تحرير اليمن وكسر الانقلاب الحوثي المتخلف، مُثمّنين للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية موقفهم التاريخي في مساندة الشعب اليمني ومناصرته ودعمه لاستعادة دولته وبناء مستقبله المنشود.