الخميس 28-03-2024 16:05:22 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
في حضرة سبتمبر العظيم!
بقلم/ أكرم غشام
نشر منذ: 5 سنوات و 6 أشهر و 3 أيام
الأحد 23 سبتمبر-أيلول 2018 07:35 م
  

أقف حائراً ومندهشاً في حضرة سبتمبر العظيم، هذا يومٌ استثنائي في تاريخ اليمن كشعبٍ ووطنٍ، هذا يومٌ لا يشبههُ يوم سوى 14 أكتوبر و11 فبراير. ماذا نقولُ لك يا سبتمبر وانت ترى ماذا يفعل أحفاد الإمامة في العاصمة صنعاء، ملأوا شوارعها بلافتات لا تليق بحضرتك ولا تتسق مع توجهك ولا تتوافق مع أهدافك، بل هي تدعو لعودة أعدائك بتاريخهم المظلم البائس، الذي يُريدون به تدنيسُ طهرك ومحو نورُك والقضاء على ما تبقى من جمالك في الوجدان اليمني والذاكرة الشعبية.

 

يا سبتمبر.. أنت لست كأي ضيفٍ عابر، ولست كأي يوم آخر، بل أنت تذكرنا بالخلاص من الحكم الأمامي الجائر الذي دمر اليمن وطناً وشعباً ماضياً وحاضراً، أنت وحدك كفيلٌ بتذكيرنا ببطولات الأحرار وعزيمة الثوار وشعلة النضال، وإصرار كل إنسان في البحث عن كرامتهِ وحرّيتهِ وحقه في الحياة كسائر البشر في المعمورة.

 

أنت يا سبتمبر، بكل ذكرياتك، تعدُّ لحظةً فارقة في تاريخ اليمن ولابد في حضرة استقبالك أن نزداد إصرارا وعزيمة على مواراة مشروع الإمامة في التراب، بعد أن ظهر لنا مجدداً بكل قبحه وتاريخه المحمل بالجهل والظلم والبطش والتخلف.

 

في هذا الشهر المبارك، لا يسعنا إلا أن نترحم على تلكم الأحرار الذين قضوا حياتهم في سبيل النضال والتحرر للتخلص من أعتى نظامٍ جائرٍ يسلّب حقوق شعبه ويُريد أن يلبسهم رداء العبودية لكي يقومَ شعبٌ بأكمله لتقديم قرابين الطاعة لمن سلب حقه في الحرية والكرامة والعيش السوي.

 

ونعتذر لك يا سبتمبر كيومٍ ونعتذر للزبيري والثلايا وعبد المغني ورفاقهم أننا لم نكن على قدرٍ من المسؤولية لنحافظ على ما أنجزتموه من التضحيات العظيمة، ولم نستطع إكمال وتطوير مشروعكم التحرري بسبب استسلامنا لنظام ملكيٍ بلباسٍ جمهوري عمل بكل ما أوتي من قوة لإعادة انتاج الإمامة بشكلٍ معاصر.

 

وإذ نحنُ نحتفل بهذا الشهر نجدد ولاءنا وعهدنا للجمهورية التي نسعى لاستعادتها وتطوير نظمها بشكلٍ يليق بتضحيات الأحرار ويواكب العصر الحديث ويمنح الشعب حقوقه دون منّةٍ من أحد على أحد.

 

كيمني أرى أن سبتمبر هذا له طعم ولون مختلف؛ لأننا عرفنا قبح الإمامة والكهنة الجدد، والشيء الجميل لا يظهر جماله الا عند مقارنته بنقيضه قبح الإمامة فهذا سبتمبر جاء يذكرنا أنه ظل مختصرا في احتفالات يقيمها المخلوع ليتمظهر بالرجل الجمهوري، وحارس الجمهورية وهو عدوها الأول الذي أجهض سبتمبر في مهده، وكان مجرد امتداد للإمامة بطريقة معاصرة وخبيثة في آن!